اكتشفت مراسلات زوجتي لشاب وعزمت على طلاقها.. أشيروا عليّ!

0 133

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

تزوجت منذ خمسة سنوات وأنجبت طفلين، حدثت مشاكل كثيرة بيني وزوجتي بسبب عنادها وطبيعة حياة أهلها، والنظام الأسرى الخاص بها والتي تقوده امرأة، وحاولت كثيرا التعايش والإصلاح والتغيير ولا فائدة حتى اكتشفت مراسل
ات زوجتي لشاب، وعزمت على طلاقها من حينها، ما جعلني أتأنى؛ فأطفالي الصغار أعمارهم 3 سنوات، وسنة.

لا أستطيع الاستمرار في زواج يقوم على الشك وعدم الثقة، ولا أن أعيش التعاسة على وهم استمرار علاقة كتب لها الفشل.

فكرت كثيرا، أبنائي استودعتهم الله، وهم في سن بحاجة للأم ورعايتها، ولا أستطيع التفكير في مستقبل بيد الله وتدبيره، عزمت على وضع العاطفة جانبا والانفصال؛ لأن الحياة تقوم على الثقة والحب والسكينة، أعاملها بما يرضي الله حتى اللحظة.

لا أريد أن أشعر بالذنب تجاه أبنائي، وتقبلوا فائق التقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:

أرى أن الشيطان قد أكثر عليك من وساوسه وبث الشكوك في نفسك صحيح أنك كما ذكرت اكتشفت مراسلة زوجتك لأحدهم، لكن لم يصل الأمر إلى حد الوقوع في الزنا -عياذا بالله-، ولا يزال في مقدورك أن تتيح لها فرصة للتوبة، وإبداء النية الحسنة في الاستقامة.

اتخاذ قرار الطلاق في ظروف ضاغطة ستجعلك تندم كثيرا خاصة؛ لأن الضحية ستكون الأبناء، وبإمكانك أن تصبر وتتصبر وتحسن توجيه زوجتك، وتقترب منها أكثر، وعليك أن تغلب صفاتها الحسنة على تلك الصفة السيئة، والتي لعلها قد ندمت عن فعلتها واستقامت.

بعض الزلات يمكن أن تغفر بخلاف الذنوب الكبيرة كالزنا مثلا، فإن الإنسان لا يقوى على العيش مع امرأة خانت زوجها مثل هذه الخيانة.

إن كنت قد تزوجت بهذه المرأة دون أن تكون راغبا فيها، فهذا ليس ذنبها وإنما ذنبك أنت، ومن أجبرك على الزواج بها، وإن كان ليس في قلبك ذاك الود لها، فبإمكانك أن تتزوج بأخرى إن كنت قادرا على العدل وتحمل أعباء ونفقات الزواج، وتبقي زوجتك الأولى في عصمتك دون أن تهدم بيتك بيدك.

أحب شيء إلى الشيطان أن يهدم بيتا لأي سبب من الأسباب؛ فهو يبث جنوده لإفساد بني آدم، فكل من يأتي إليه ويذكر ما فعل، لا يعتبر ذلك العمل شيئا، فإذا جاءه شيطان فقال ما زلت بعد فلان وفلانة حتى فرقت بينهما، فيقول له أنت أنت، ثم يدنيه منه فرحا بفعله.

في حال اتخاذ أي قرار غلب العقل على العاطفة، وانظر إلى المشكلة من خارجها لا من داخلها، فإن من نظر إليها وهو داخل محيطها، فإنه لا يستطيع أن يتصور حجمها، ولا أن يوجد لها الحلول؛ لأنه في هذه الحال يكون جزءا من المشكلة فهو يريد أن يهرب من الواقع لا أن يوجد الحل.

من أعظم أهداف موقع استشارات الشبكة الإسلامية أن يعين أصحاب الاستشارات على إيجاد الحلول لمشاكلهم كون المستشار خارج دائرة المشكلة، فهو ينظر إليها من جميع الزوايا لا من زاوية واحدة كما يفعل من هو جزء من المشكلة.

لو جاءك شخص يشكو إليك من مشكلة تشبه مشكلتك لنصحته بما نصحناك به، ولقلت له لا تتعجل في الطلاق.

ليس صحيحا أن أبناءك في هذه المرحلة يحتاجون للأم فقط؛ لأن التربية المتوازنة تكون في وجود الأبوية لا أحدهما وإن سلمنا لك ما قلت، فهل تضمن أن زوجتك وأهلها سيقبلون أن تبقى الأم مربية لأبنائك وسترفض أي شخص يتقدم للزواج بها، وإذا تزوجت فهل تتصور يوافق ذلك الشخص على كفالة أبنائك.

عليك أن تفكر بأسوأ الاحتمالات، وهو أن يردوا لك أبناءك بعد الطلاق مباشرة، فماذا أنت فاعل في هذا الوقت، ومن سيقوم بتربية أبنائك، ويعوضهم عن حنان الأم؟!

الطلاق لا يكون حلا إلا في نهاية المطاف بعد أن تستنفد كل الحلول والأسباب لاستدامة العشرة الزوجية، وحين تصير الحياة مستحيلة.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات