ما هو علاج الرهاب الاجتماعي؟

0 174

السؤال

السلام عيكم

أعاني منذ سنين طويلة -حسب تشخيص الأطباء- من رهاب اجتماعي، ولم أكن كذلك من قبل، رغم استحقاري لفكرة الرهاب، إلا أنني لا أعرف كيف أرجع لطبيعتي، أنا لا أخاف، ولكن نفسي هي التي تأتيني بالأعراض المعروفة لديكم، وأكثر ما يعكر مزاجي أنني في أبسط المواقف دائما ما أرتجف، ليس لدي أعراض أكثر إزعاجا غير الرجفة، وأحيانا الخفقان.

جربت الكثير من الأدوية، لكنني لم أستمر عليها طويلا، أكثرها السيبرالكيس، كذلك ذهبت للعلاج السلوكي، ولكنني لم أواصل بسبب التكلفة المادية، عملت تحليل الغدة للرجفة، والنتيجة طبيعية، في داخلي أنني لست كذلك، ودائما ما أحس أنني لست أنا بسبب الرهاب، أخذت من الحبوب سيرتالين، إلا أنه أتعبني، وكذلك باروكستين أتعبني أيضا، وسبب لي أعراضا جانبية.

كذلك يوجد لدي إحساس غير مريح في فم المعدة، يزداد مع التدخين، من العلم أن أعراض الرجفة حين تأتي أولا يأتيني الإحساس غير الطبيعي في فم المعدة، ودائما ما أحس أن هنالك علة في المعدة، فماذا أفعل؟ وما هو أفضل دواء خاصة للرجفة؟ وهل يمكن الشفاء من المرض؟

مع العلم أنني عند عدم تناول الأدوية أكون عاديا، إلا أن الرهاب الموجود، لكنه ليس كثيرا، وكذلك عند ترك الأدوية، يأتيني قذف سريع.

مع العلم أنني متزوج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الطيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الرهاب الاجتماعي ليس جبنا وليس ضعفا في الشخصية، وليس قلة في الإيمان، والعلاج الدوائي يمثل 30 إلى 40% مما هو مطلوب، والعلاج السلوكي هو الأهم -والحمد لله تعالى- في السودان هنالك فرصة عظيمة جدا لأن يعالج الإنسان رهابه بصورة طبيعية، والتواصل الاجتماعي وهو متأصل جدا في السودان سيكون هو البوابة الرئيسية لعلاجك أخي الكريم، أن تزور المرضى في المستشفيات، أن تلبي الدعوات، أن تمشي في الجنائز، أن تصلي مع الجماعة دائما في المسجد، أن تصل أرحامك، هذه فرصة عظيمة لك أخي الكريم، أن تجني من خيري الدنيا والآخرة، وفي ذات الوقت تعالج هذا الرهاب.

أرجو أن تلجأ إلى ما نسميه مبدأ التعرض أو التعريض المتدرج والمتواصل، والذي يصل في النهاية إلى مرحلة ما نسميه بالإغمار أي أن تذهب يوميا لقضاء مشاوير اجتماعية، هذا هو علاجك أخي الكريم.

بالطبع تحقير الخوف مهم جدا، وأنا أؤكد لك أنك لن تصاب بأي شيء، ولن تحرج أمام الناس، لا أحد يلاحظ ما بك، لا رجفة ولا خلافها، خفة الرأس التي تأتي للبعض هذا كله لن ينعكس عليك سلبا، المهم هو أن تعرض نفسك باستمرار هذا من ناحية العلاج السلوكي وهو علاج مهم، وأود أن ألفت نظرك أن رياضة المشي أو الجري سوف تفيدك، تطبيق تمارين الاسترخاء أيضا مفيد، ولست محتاجا لأي علاج سلوكي أكثر من ذلك، ولست محتاجا أن تذهب لأي مختص.

أما بالنسبة للدواء: فأنا أريدك أن تستعمل عقار أنفرانيل، والذي يعرف باسم كلوايمبرامين، دواء قديم لكنه جيد لعلاج الخوف وسرعة القذف، ابدأ بـ 25 مليجراما ليلا تناولها لمدة أسبوعين بعد ذلك اجعلها 50 مليجراما ليلا، وهذه ستكون الجرعة الكافية بالنسبة لك، ويمكن أن تستعملها لمدة 6 أشهر ثم تتواصل معي إن شاء الله تعالى، الكلوايمبرامين أو الأنفرانيل قد يسبب بعض الأعراض البسيطة مثل الشعور بالجفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج، أو الثقل في العينين، هذا يحدث لبعض الناس، لكنه ليس بالكثرة، كما أن صغار السن أو من هم دون الأربعين لا يلاحظون هذا العرض، كما أن جرعة الـ 50 مليجراما جرعة صغيرة، لأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى 200مليجرام في اليوم.

أريدك أن تدعم الانفرانيل بدواء آخر، أحسب أنه متوفر في السودان، وهو ديناكسيت، جرعة واحدة حبة في الصباح، تتناولها لمدة شهرين ثم تتوقف عن تناوله، هذا الذي أنصحك به، ويا حبذا أخي الكريم لو توقفت عن التدخين، لأن التدخين أحد مسببات اضطرابات المعدة الأساسية، كما أنه يؤدي إلى الاستثارة الجسدية والنفسية من خلال فاعلية مادة النيكوتين.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات