عدم شعور الفتاة بالحب نحو خطيبها.

0 318

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة متدينة وأهلي كذلك، تقدم لخطبتي شاب يكبرني (بـ8 سنوات) بعد إنهائي للمدرسة بأسابيع، وخطبنا قبل (10 أشهر) وعقدنا القران، هو ملتزم بالصلوات ومتمسك قليلا بالدين، مع أنه بالقياس لبقية الشباب يعد متدينا، فلا يخرج للسهر، ويصلي بالجامع، ولكن لا يهمه إذا خرجت متبرجة أو بلباس مزين غير الجلباب، ويسلم على الفتيات، بالمختصر المفيد يقول عني وأهلي معقدين؛ لأن أهلي لم يدعوه يراني متبرجة أو يلبسني الدبلة قبل عقد القران.

المهم هو ما أشعر به هو أنني أرتاح لرؤيته ولا أعرف هل أحبه حقا أم لا، ومرارا شكوت لأمي وتقول لي: ستحبينه لأنه طيب ويحبك والحب يأتي مع العشرة، وحتى أنه إذا ذكر شيء عن الزواج أنفر، وأقول: لا أريد الزواج الآن، أنا صغيرة، عمري (19)، ولا أعرف ما أفعل؟ أأستمر معه أم لا؟ هل لكم أن تدلوني ما معنى أن أشعر أني أحبه؟ وكيف أفرق بين الحب الأخوي والحب العاطفي؟ مع أنه لا إخوة ذكور لي، أنا بحيرة وحيرت أهلي معي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Boshra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فإن ارتياحك لرؤية هذا الرجل دليل على حبك له، ومن هنا كان حرص الإسلام على الرؤية الشرعية للطرفين: (فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) ولا شك أن كلام الوالدة صحيح فإن مشاعر الحب تزداد وتكبر مع مرور الأيام.

وإذا كان هذا الرجل يصلي ولا يسهر فهذا دليل خير، وأرجو أن يجد عندك ما يعينه على مزيد من التمسك بهذا الدين الذي شرفنا الله به، وحافظي على ما عندك من التزام وحياء وقد أحسن أهلك عندما حرصوا على الضوابط الشرعية لأن المخطوبة لا تزال أجنبية عن زوجها فلا يجوز له أن يمسها أو يخلو بها أو يراها متبرجة فالخطبة مجرد وعد بالزواج، وكم من فتاة خطبت ثم لم يكتمل مشروع الزواج.

وأهم شيء هو أن انطباعك الأول عنه مريح وهذا دليل على الميل إليه، ولا تغتري أو تلتفي للعواطف الكاذبة عند الشباب والفتيات فذاك حب الكذابين الذين يزين كل منهم للآخر ويخدعه بأنها و....، فإن الحب الحقيقي عندنا معشر المسلمين يبدأ بالرباط الشرعي والاستعداد لتحمل المسئولية والأمانة، وهذا هو الحب الحقيقي الذي يمكن أن يصمد أمام أزمات الحياة.

والوالدة لها خبرة في الحياة، ولذلك عرفت أن هذا الرجل يحبك ويتميز بالطيبة وقد جاء بمحض إرادته وطلبك من بين سائر النساء.

ولست صغيرة ـ يا أختاه ـ فهذه السن مناسبة جدا، وهذه هي سنة الحياة وطريق الأنبياء والأولياء.

وننصحك بالاستمرار معه والحرص على احترام مشاعره وإعداد نفسه للزواج، واحرصي على تجنب المعاصي والذنوب واشكري ربك علام الغيوب وسوف تزول كل هذه المشاعر ويحل مكانها المودة والرحمة والعطف والحنان، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يرضيك به.

ونوصيك بتقوى الله وطاعته، وبكثرة الذكر والدعاء، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، فنسأله تبارك وتعالى أن يؤلف بين القلوب وأن يغفر الزلات والعيوب.

والله ولي التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات