السؤال
السلام عليكم.
جزاكم الله خيرا، سبق وأرسلت استشارة ولم يتم الرد عليها رغم أن أرقام الاستشارات تجاوزت رقم استشارتي.
أعاني من متاعب نفسية، بالإضافة إلى فقدان التركيز والنسيان كثيرا، وأقل شيء يتعبني نفسيا، وأقل مضايقة أتعرض لها تجعلني أغضب جدا، ولا أهدأ إلا إذا انتقمت، وللأسف فإن هذا كثير في بلادنا بسبب سوء أخلاق الناس، وعدم توافر الأمن والأمان، فنتعرض له في العمل والشارع.
ذهبت إلى طبيب نفسي، وللأسف -حسبي الله ونعم الوكيل- لم يكن ذا مهارة ولا أمانة، وكان كل ما يهمه هو الكشف في أقل وقت؛ حتى يحرز أكثر كم من الكشف دون الاهتمام الكافي، وكل ما فعله وصف الأدوية، وصف لي عدة أدوية مثل: كافيجاد ومودابكس وفافرين وغيرها.
كانت هذه الأدوية تسبب لي نتائج عكسية، فهي كلما تناولتها ضاعفت الاكتئاب والحزن، حتى تصل بي إلى درجات خطيرة بدلا من أن تعالجني، وكلما أخبرت الطبيب بذلك يقول أن هذا غير صحيح، ويصف لي دواء جديد، وبعد أن جربت كل هذه الأدوية فقد وجدتني دائما أتأثر بشكل عكسي.
لهذا سؤالي: هل أنا أعاني من مرض آخر غير المرض النفسي وهو الذي يسبب لي الاكتئاب الشديد والنسيان وفقدان التركيز بشكل كبير؟ هل أعاني نتيجة مثلا كهرباء زائدة على المخ؟
علما أني لا أعاني من الصرع ولا أمراض أخرى.
فأرجو أن تخبرني بما أفعل، وما علاج حالتي هذه؟ مع العلم أني جربت فليوزاك ولم ينفعني، والأدوية النفسية مثل الفافرين والإفيجاد والمودابكس والزيروكسات تسبب لي دائما نتائج عكسية.
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في البداية أود أن أنصحك نصيحة عامة بأن تحسن الظن بالناس – أخي الكريم – ومن ضمنهم الأطباء، وقد لا يكون همه هو جمع المال، ولكن ازدحام العيادة قد يفرض عليه مثلا ألا يعطي وقتا كثيرا للناس، على أي حال – أخي الكريم – يجب أن تحسن الظن بالناس بصورة عامة.
قرأت استشارتك بصورة متأنية، وأنا ذا أرد عليك بسرعة بعد وصول الاستشارة، ولم تكن وصلت إلي من قبل.
على أي حال: من الواضح جدا – أخي الكريم – أنك تعاني من مشاكل نفسية وليس مرضا نفسيا، والمشاكل النفسية تتمثل في سمات الشخصية، عندك سمات شخصية: عدم التحكم في الغضب، والشك، والظنان، وهذه تسبب لك مشاكل طبعا في التعامل مع الآخرين وفي الحياة عموما، وينتج عنها الاكتئاب، فالاكتئاب اكتئاب ثانوي لمشاكل الشخصية عندك، وهنا الأدوية قد لا تكون فعالة، الأدوية قد تساعد في العلاج.
العلاج – يا أخي الكريم – هو علاج نفسي، تحتاج إلى مقابلة معالج نفسي يضع لك خطة علاجية من خلال جلسات طويلة المدى، قد تستمر لفترة من الوقت، وفي هذه الجلسات يساعدك المعالج في أن تتغير، تغير نفسك، تغير سمات الشخصية، تتعلم التسامح والصفح، وتتخلى عن الانتقام – كما ذكرت – وسوء الظن، ويمكن أن يتم كل هذا من خلال العلاج النفسي – كما ذكرت – الطويل المدى.
الشيء الآخر – أخي الكريم – عليك بالرياضة، الرياضة تؤدي إلى الاسترخاء، وبالذات رياضة المشي، عليك بالانتظام في الصلاة والمحافظة عليها، خاصة الصلاة مع الجماعة في المسجد، و-بإذن الله تعالى- سوف تكسب صحبة طيبة من المسجد، وعليك بالدعاء وقراءة القرآن والأذكار، كل هذا يؤدي إلى تغيير النفس والطمأنينة.
وفقك الله وسدد خطاك.