السؤال
السلام عليكم.
لقد قمت يا دكتور محمد عبد العليم بتشخيص أختي بمرض ثنائي القطب، وقلت لها إنها كانت تعاني منه منذ المراهقة، رغم أننا لم نلحظ عليها المرض بقوة إلا وهي في السن 28 أو 27 وكان ذلك بعد حملها الثاني ...
الآن أنا أعيش في قلق وتوتر من أن أصاب بمثل مرضها، خاصة بعد معرفتي بأنه مرض وراثي، وخاصة بأن لي تاريخا مرضيا مع الأمراض العصابيه كالوسواس القهري والاكتئاب والرهاب الإجتماعي ونوبة هلع ...
وللتنويه أمي وأبي وأجدادي أيضا سليمون تماما، فقط أختي هي المصابة، فما رأيك يا دكتور هل هناك احتمالية لإصابتي به؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مهاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لأختك الكريمة العافية والشفاء، وأرجو أن تقوم بالمتابعة الطبية النفسية، فمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يمكن علاجه بصورة ممتازة وفاعلة إذا كان هنالك متابعة، واتباع للإرشادات الطبية النفسية.
بالنسبة للجوانب الوراثية في حالة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية الوراثة ليست وراثة مباشرة إنما الذي يورث أو يكون قابل للتوريث في هذه الحالة، هو شيء من الاستعداد البسيط لهذا المرض هذه حقيقة مهمة جدا، وهذا يضعف تماما الأثر الجيني للمرض، والحمد لله تعالى أنت مادام أمك ووالدك وأجدادك كانوا سالمين تماما من هذه الحالة، وأن أختك هي التي أصيبت فقط، فهذا يعني أن احتمال الإصابة بالنسبة لك ولإخوتك سيكون ضعيفا وضعيفا جدا، فأرجو الاطمئنان التام والتوكل على الله، وأن تسألي الله تعالى أن يحفظك، وما سأل عبد شيئا أفضل من العافية، فاسألي الله تعالى العفو والعافية والمعافاة التامة في الدين والدنيا والآخرة.
بالنسبة لوجود طيف العصاب والوسواس القهري والاكتئاب والرهاب الاجتماعي ونوبات الهلع هذه حالات شائعة وبسيطة، ولا أعتقد أنها وصلت لمستوى مرضي في حالتك إنما كانت فيما يمكن أن نسميه وجودها كظاهرة وظاهرة بسيطة، ولا أعتقد أنها ارتقت لحالة مرضية، وفي هذه الحالة لا نعطي لما حدث لك من أعراض فيما مضى أي اعتبار، وأرجو أن ننبه أن الإنسان مع استمرار العمر يتطور ويتحسن لديه النضوج النفسي، هذا أمر لا شك فيه، فأرجو أن تطمئني أيتها الفاضلة الكريمة.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.