السؤال
أراد زميلي التقدم لخطبتي، فهو وأهله من عباد الله الصالحين، ولكن غير جاهز على أكمل وجه من نظرة أهلي، وقد طلبوا منه مهرا وشبكة مرتفعين، وشقة باسمي، وحفلة في نادي، وأنا أريده في مسجد، وأنا أرفض ذلك، ولا أريد تلك الزينة الزائلة، وأريد مهري أن يحفظني القرآن، فماذا أفعل معهم بعدما شرحت لهم من غير فائدة، واتهموني بالسفه والجنون، قائلين: إن الدنيا ليس فيها أمان، وذلك لمصلحتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فوز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أكتب إليك رسالتي هذه عبر موقعك استشارات الشبكة الإسلامية وقلبي ولساني يدعو الله أن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يثبتك على الحق، وأن يرزقك زوجا صالحا يكون عونا لك على طاعته، وأن يمن عليك بذرية صالحة تجدد دين هذه الأمة، ويكونون من الدعاة إليه على بصيرة، وأنا وإخواني بالموقع سعداء بك وبأمثالك من الأخوات اللواتي يترفعن على الدنيا وزخارفها، ويفضلون الصلاح والدين على الدنيا وما فيها، وأرى والله أعلم إذا كان هذا الأخ على صلاح وتقى واستقامة، ومن الدعاة إلى لله الذين يحملون هم الدين، ولا يخالف قوله فعله، أرى أنه عملة نادرة في الزمان فلا تفرطي فيه، ولا تضيعيه من يديك، وأنا أعلم أنك لا حول لكم ولا قوة أمام أهلكم، وإنما أقول رغم ذلك أن لديك سلاحا لا يقهره أحد، ألا وهو الدعاء والإلحاح على الله، فتوجهي إلى الله بالدعاء، خاصة في أوقات الإجابة المختارة، مثل دبر الصلوات، وفي جوف الليل، وبين الأذان والإقامة، وأخر ساعة من عصر يوم الجمعة، وفي السجود، وغير ذلك من المواطن والأوقات المعروفة، ولا تنسي الاستخارة بكل هذا كله، ولا مانع من تكرارها أكثر من مرة إن اقتضى الأمر ذلك، وعليك كذلك بالاستغفار والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم اعلمي أنه إن كان من نصيبك فسيوفقك الله لذلك، وسيشرح صدر أهلك لقبوله، وإذا لم يكن قدر قدره الله لك فليس أمامك إلا الرضاء بقضاء الله وقدره، ((فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا))[النساء:19].
واعلمي أن موقف أهلك موقف طبيعي، خاصة في الظروف التي يعيشها الناس، فلا تنزعجي منهم، وإنما أكثري فقط من الدعاء لهم أن يبصرهم الله بالحق، وأن يشرح صدورهم لقبول هذا الأخ ما دام من الصالحين، مع خالص داعواتي لك بالتوفيق في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.