السؤال
د. محمد عبد العليم، أنا صاحب الاستشارة رقم: (2367767)، توقفت عن الريسبردال تماما، حيث كنت آخذه لمدة شهر تقريبا، وبعدما توقفت بـ 5 أيام، وأصبحت لا آخذ أي نوع من الأدوية أصبح ينتابني شعور لحظات من الاكتئاب الشديد والقلق وانعدام التركيز في أي شيء، وقلة الثقة بالنفس، ثم بعدها بلحظة أحس بجزء من الفرحة، والاقبال على الحياة والمزاج المعتدل إلى حد ما، ولم أعد أشعر بالاضطهاد، واكتشفت أن ذلك ما كنت أعاني منه من قبل، ولكن أدوية الاكتئاب التي كنت آخذها هي التي أصابتني بالبلادة وعدم الإحساس والاكتئاب والشعور بالاضطهاد.
فهل أعاني من اضطراب ثنائي القطب؟ أم أن هذا من أعراض انسحاب الريسبردال؟ وهل لو بدأت بالابيلفاي، حيث نصحتموني به من قبل، فكم الجرعة؟ والمدة المطلوبة للعلاج؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: الرزبريادال بجرعة صغيرة له فائدة كبيرة جدا في علاج القلق، فربما يكون الدواء قد أفادك من هذه الناحية، والرزبريادال بجرعة صغيرة أيضا يعالج عسر المزاج البسيط، فربما يكون الدواء قد أفادك أيضا من هذه الناحية. والرزبريادال فعلا يفيد في الاضطرابات الوجدانية ثنائية القطب، فلا يستبعد أبدا أن يكون لديك درجة بسيطة جدا من هذه العلة، لكنها لا ترقي للإيفاء بالمعايير التشخيصية، يعني: لا نستطيع أن نقول أنك تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، قد نقول أنه لديك تقلبات مزاجية، أو أن شخصيتك فيها بعض من سمات الثنائية القطبية، لذا أفادك الرزبريادال.
والشعور بالاضطهاد - من وجهة نظري - من أكثر الأشياء النفسية المؤلمة عرض نفسي مؤلم لصاحبه، والحمد لله تعالى أن الرزبريادال قد أفادك في هذا.
أعراض الانسحاب: الرزبريادال ليس له أعراض انسحابية حقيقة، هنالك أعراض انسحابية نفسية، يعني: الإنسان يعتقد أن أي تغير نفسي طرأ عليه بعد التوقف من الرزبريادال هو سبب من الرزبريادال، لكن حقيقة ومن الناحية الكيميائية والبيولوجية وما يتعلق بالموصلات العصبية - وما نسميه بالإطاقة أو التحمل على مستوى هذه الموصلات - لا يوجد أبدا آثار انسحابية للرزبريادال، خاصة في الجرعات الصغيرة، والتي أقصد بها جرعة ثلاثة مليجرام في اليوم وأقل.
أرجو - أخي الكريم - أن أكون قد أفدتك فيما سألت عنه، أما بالنسبة للإبليفاي فالجرعة التي تتطلبها حالتك هي جرعة صغيرة، وهي خمسة مليجرام يوميا، وليس أكثر من ذلك، والمدة المطلوبة أنا أعتقد أن مدة ثلاثة إلى أربعة أشهر قد تكون معقولة جدا، بعد ذلك تخفض الجرعة وتجعلها مثلا خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله، فالتدرج في التوقف من الأدوية دائما مفيدا حتى وإن كانت هذه الأدوية ليس لها آثار انسحابية بيولوجية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.