السؤال
السلام عليكم.
أعاني من ظاهرة غريبة تحدث معي كل فصل شتاء، ففي بداية كل فصل شتاء أشعر بانخفاض في السمع، وسماع طنين في الأذنين.
كذلك أحيانا عندما أمارس الرياضة بجانب البحر في فصل الشتاء أشعر أني لا أسمع شيئا، وسماع طنين شديد! وعندما ترتفع درجات الحرارة أشعر بتحسن في السمع واختفاء الطنين.
قمت بمجموعة فحوصات مثل الرنين المغناطيسي للرأس، وغيره وجميع الفحوصات كانت سليمة، والطبيب قال لي: ممكن أن تكون المشكلة حساسية للبرودة، أي أن البرد يبطئ سريان الدم في أماكن معينة في الجسم.
أرجو أن تعطوني تفصيلا لهذه الحالة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحساسية الأنفية قد تكون هي السبب في هذا الربط ما بين الشتاء (الجو البارد) وبين تغير السمع كما تصفه، ولكن تفسيري بأن الحساسية تسبب نقص في تهوية الأذن الوسطى عبر نفير أوستاشيوس، وبالتالي يصبح الضغط داخل الأذن الوسطى سلبي؛ مما يؤثر في حركة غشاء الطبل، ويسبب انسحابه للداخل، وقد يكون هو السبب فيما تشعر به من أعراض.
لا بد من التشخيص لهذه الحالة لدى اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة، بالفحص المباشر، وبتخطيط الطبلة، وقياس الضغط داخل الأذن وكذا الوسطى، ومنعكسات عضلات الأذن الوسطى.
العلاج يبدأ بالوقاية من التعرض للجو البارد، بالإضافة لممارسة مناورة (فالسالفا) لتهوية الأذن والوسطى، وهي كالتالي:
إغلاق كلا فتحتي الأنف باليد، وضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم فالأنف، (وليس الفم)، واللاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كافي لفتح نفير أوستاشيوس ( الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم الأنفي)، وعبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا، نحو الأذن الوسطى.
هكذا يتم تعديل الضغط بداخلها، ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه، نحو داخل الأذن الوسطى، بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها.
يجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة، وبشكل مستمر لعدة أيام، حتى تمام الشفاء، بالنسبة للأذن الوسطى وبالتزامن مع العلاج الدوائي الذي ذكرته سابقا.
كما يفيد استخدام بخاخات الأنف الكورتيزونية الموضعية طوال فترة الشتاء، ( فليكسوناز، أفاميس، رينوكورت..).
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.