أعاني من مشكلة ضعف الحفظ والاستعياب والتركيز.

0 81

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر 17 سنة، واجهتني مشكلة في الحفظ والاستعياب والتركيز حديثا، بحيث عندما أذاكر درسا سهلا أو يسيرا قد يكون صعبا بالنسبة لي، وأيضا عندما أبدأ بمذاكرة صفحة أو صفحتين سابقا كنت أذاكرها خلال نصف ساعة أو أقل.

أما الآن فتكون مدة مذاكرتي 4 - 5 ساعات، وعندما أنتهي من المذاكرة ويأتي اليوم التالي أنسى كل الذي درسته سابقا.

أرجو الإفادة بأسرع وقت، لأني بدأت أرتبك وأخاف من المذاكرة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Alwan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أيها الابن الفاضل: هنالك أمور أساسية لتحسين الاستيعاب، أولها أن تدرك أهمية العلم، وأن تتصور نفسك بعد عشر سنوات من الآن ما هي شهادتك؟ ما هو موقعك؟ ما هي وظيفتك؟ ما هو موقفك؟

استشعار أهمية الشيء تدفعنا وتزيد من رغبتنا وتركيزنا لأن نصل إلى مبتغانا، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: طريقة ومنهجية إدارة الوقت مهمة جدا، معظم الذين يخفقون في الدراسة والاستيعاب تجد أنهم لا يملكون القدرة على تنظيم الوقت، بل يعيشون حياة فوضوية جدا فيما يتعلق بإدارة الوقت، هذه النقطة الثانية.

النقطة الثالثة: التركيز في أثناء الحصص الدراسية، لأن خمسين بالمائة من الاستذكار يعتمد على ما تحصلت عليه داخل الحصة.

رابعا: كثيرا ما يحتاج الإنسان لدراسة جماعية مع بعض الإخوة والأصدقاء.

هذه هي الأسس التي تحسن من دافعيتك وتوجهك نحو التركيز والاستيعاب.

أما التفاصيل الأخرى فأهمها أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة من خلال النوم الليلي المبكر، السهر لا يفيد، وحين تنام مبكرا جسدك يرتاح، عقلك يرتاح، نفسك ترتاح، ويحصل ترميم كامل في خلايا دماغك، وتستيقظ مبكرا وتصلي الفجر مع الجماعة، ثم تبدأ المذاكرة، هذه الفترة قبل الذهاب إلى المدرسة هي الفترة الذهبية للاستيعاب، لأن البكور فيه خير كثير، وكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم (بورك لأمتي في بكورها)، والآن العلم الحديث اكتشف – ابننا علوان – أن المواد الجيدة في الدماغ – المواد الإيجابية - المحفزة للتركيز للراحة النفسية تفرز في فترة الصباح.

أقول لك: أن الدراسة لساعة واحدة في الصباح تعادل أربعة إلى خمس ساعات في بقية اليوم، احرص على هذا النمط، وكان هذا هو منهجنا حين كنا في المرحلة الدراسية، وقد وجدناه مفيدا جدا، أنا لا أتكلم كلاما نظريا، أتكلم كلاما عمليا مررت بها ومر بها غيري من الإخوة.

أمر آخر مهم جدا، هو: أن ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل وحلال، وأن تتواصل اجتماعيا، وأن تمارس الرياضة، وأن تكون بارا بوالديك، وأن تؤدي الصلاة في وقتها، وأن تحترم أساتذتك ومعلميك.

أنا أعرف أنك -إن شاء الله- مهتم بكل هذا، لكن رأيت من الواجب أن أذكرك إياه.

بعد أن تعود من المدرسة هناك جزء من إدارة الوقت، تأخذ قسطا معقولا من الراحة، ثم تبدأ في الدراسة مرة أخرى، ثم ترفه عن نفسك بشيء طيب، تجلس مع الأسرة، مع العائلة، والدراسة المتوازنة والمستمرة هي أفضل نوع من الدراسة للتحصيل العلمي بصورة صحيحة، أن تخصص لك وردا من القرآن لمدة ربع ساعة مثلا في اليوم يحسن من تركيزك، لأن القرآن يحسن التركيز، وهذا أمر ثابت، {فمن تزكى فإنما يتزكى لنفسه}، أي تزكية النفس بالذكر وتلاوة القرآن، {قد أفلح من زكاها}.

هذه هي الطرق التي أنصحك بها، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات