السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة في 24 من العمر، عندي قلق شديد ومتكرر ووسواس من الأمراض، لدرجة أن هناك أحد الأمراض شغل تفكيري لأكثر من 4 سنوات، وأشعر أحيانا ببعض أعراضه، وقد سمعت منكم أن هذا اسمه توهم المرض.
القلق أتعبني وأصبحت أشعر بخدر في ساقي وآلام عضلية وتحركات خاصة في الساق.
أصبحت مشوشة، وفكري مشغول دائما بالوساوس والسلبيات أدقق في كل شيء، أرجو إفادتي وطمأنتي.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نظيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء.
الذي يظهر لي أن لديك درجة بسيطة من قلق المخاوف الوسواسي، وتخوفك – كما تفضلت وذكرت – معظمه حول الأمراض، وهذه الحالات أصبحت شائعة الآن، ولا نعتبر حالتك حالة مرضية، إنما هي ظاهرة منتشرة الآن في المجتمع.
الأمر إن شاء الله في غاية البساطة، توكلي على الله، احرصي على صلاتك في وقتها، وتلاوة ورد قرآني، والأذكار، أذكار الصباح والمساء حقيقة تمثل ركيزة أساسية لطرد المخاوف، وكذلك أذكار النوم. هذه حين يقرأها الإنسان بتدبر وتمعن ويقين تام بجدواها تفيد، هذا هو العلاج الإسلامي لمثل هذه الحالات.
العلاج السلوكي هو أن تحقري فكرة الخوف، وأنك الحمد لله بخير، فما الذي يجعلك تخافين لهذه الدرجة؟ بمعنى آخر: فكرة الخوف يجب أن تقتلع من خلال رفضها وتحقيرها.
وعلى النطاق الاجتماعي أريدك أن تشغلي نفسك: أعمال البيت، القراءة، الاطلاع، أن تكون لك أنشطة مثلا كالذهاب إلى المراكز الدعوية أو مراكز تحفيظ القرآن، ... هذا كله فيه خير كثير جدا للإنسان، ويصرف الانتباه حقيقة من المخاوف. أحد أسباب المخاوف الوسواسية هو الفراغ وافتقاد الفعاليات، وأقصد بذلك الفعاليات الاجتماعية والفكرية، وهذه قطعا تؤدي إلى نوع من الاحتقان النفسي الداخلي، يتحول إلى قلق وخوف.
والخط العلاجي الرابع هو أن تتناولي جرعة بسيطة من أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وأنا أرى أن عقار (سيرترالين) والذي يسمى تجاريا (زولفت) سيكون مفيدا جدا لك، وأنت تحتاجين له بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة.
إن اقتنعت بتناول الدواء – وهو سليم كما ذكرت لك – ابدئي بنصف حبة ليلا لمدة أسبوع، ثم اجعليها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوع، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.
ممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وكذلك ممارسة تمارين الاسترخاء سوف يجعلك تحسين بزوال الخدران، وحتى الآلام العضلية سوف تنتهي تماما بإذن الله تعالى.
طبعا الأصول الطبية السليمة تقتضي أيضا أن تقومي بإجراء فحوصات عامة، تتأكدي من مستوى الدم، ووظائف الكبد والكلى، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى السكر، ومستوى الدهنيات، ومستوى فيتامين (ب12)، وفيتامين (د)... هذه فحوصات روتينية مهمة وضرورية، والحمد لله تعالى لا تكلف أبدا كثيرا، وهي مجانية في معظم الدول، هذه ذكرته لك لمجرد الاطمئنان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.