السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل خمسة أشهر دخلت بحالة ذهانية أصبحت فيها أظن أني أعلم شيئا من الغيب، وصدقت فيها بعض المعتقدات الباطلة، وقلت كلاما قد يصل للشرك -تعالى الله عن ذلك- وكان عندي بعض الأفكار الغريبة أتشاركها مع شخص آخر حصل له مثل ما حصل لي، وكنا نظن أنه يجب علينا عمل شيء لإنقاذ الإسلام.
قبل شهر علمت أنني مريضة وبحاجة للعلاج، وكان تشخيص الطبيب النفسي أنني مصابة بالذهان، وصرف لي إنفيجا 3 ملجم + اولازين 5 ملجم (لم أخبره عن الشخص الذي معي؛ لأن والدتي برفقتي).
هل مريض الذهان -مثل حالتي- يحاسب على اعتقاداته وأقواله في هذه الفترة؟
هل يختلف العلاج باختلاف التشخيص (ذهان- اضطراب ذهاني مشترك)؟
هل من نصائح توجهونها لمن يمر بمثل حالتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأنا سعيد أنك قد قابلت الطبيب النفسي بعد أن ألمت بك هذه العلة، وقد قام الطبيب النفسي بالواجب العلاجي الصحيح؛ فأرجو أن تعضي بالنواجذ على العلاج، وأن تتابعي مع الطبيب، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وأبشرك أن الطب النفسي قد تقدم جدا، وأصبحت الإمكانات الطبية معقولة، وهذه الأمراض وهذه الحالات يمكن التحكم فيها بصورة كاملة إذا التزم الإنسان بالعلاج والمتابعة مع الطبيب.
بالنسبة لسؤالك: هل مريض الذهان مثل حالتك يحاسب على اعتقاداته وأقواله في هذه الفترة؟ أقول لك وبإجماع العلماء -جزاهم الله خيرا-: إن المرض الذهاني يؤدي إلى اضطراب الإدراك وخلله للدرجة التي تفقد الإنسان الأهلية، وهذا يعني أنه غير مسؤول عما بدر منه، وعليه فرحمة الله تعالى واسعة، والقلم مرفوع في مثل هذه الحالات، فأرجو أن تطمئني.
هل يختلف العلاج باختلاف التشخيص؟ نعم، هنالك بعض الاختلافات فيما يتعلق بنوعية الدواء الذي يختاره الطبيب، والدواء يجب أن يكون مطابقا أو مفيدا، ويكون وافيا للمعايير العالمية التي وضعت لتحديد كل حالة ونوعية العلاج الدوائي الذي يناسبها، وبصورة عامة أقول لك: إن الذهان والذهان المضطرب والذهان المشترك والأفكار الاضطهادية وما يسمى بالهوس والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية؛ تقريبا تشترك في نفس العلاجات، فالحمد لله تعالى أن الأمر فيه سعة كبيرة جدا، والاختيارات الدوائية كثيرة جدا وكلها مفيدة.
هل من نصائح نوجهها لمن يمروا بمثل حالتك؟
نعم أبشرك أن العلاج موجود ومتوفر، ونصيحتي لك: أن تعيشي حياتك بصورة طبيعية وبفاعلية، وأن تتناولي أدويتك، وأن تنظمي وقتك، وأن تجتهدي في دراستك، وأن تكوني بارة بوالديك.
تنظيم الوقت يعتبر أمرا ضروريا، وأن تأخذي قسطا كافيا من الراحة من خلال النوم الليلي، وأن تمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وأن يكون غذاؤك منتظما ودراستك منتظمة، وأن تحرصي على صلواتك في وقتها، ولا بد أن يكون لك ورد قرآني يومي، وأذكار الصباح والمساء على وجه الخصوص، أنت من أكثر الناس حاجة لها؛ لأنها تفرج الهموم والكرب، وهي إن شاء الله تعالى توصلك لدرجة العافية والمعافاة التامة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.