السؤال
السلام عليكم
توفي والدي منذ 45 يوما، ومن وقت وفاته وأنا أعاني من خوف شديد أن يأتيني الموت في أي لحظة، أشعر دائما بأنه قريب جدا مني، و?نت أعاني من ألم في المعدة وزيادة ضربات القلب، ?شفت وعملت ?ل الفحوصات اللازمة، ورسما للقلب، و?لها أثبتت أني سليم، ول?ن دائما يأتيني إحساس يلازمني في ?ل وقت، بأني لا أستطيع الحياة، أخاف من ?ل شيء، وأحس دائما بتوديع الناس لي.
أريد أن أخرج من هذه الحالة الملازمة لي، أخذت ?ل الأدوية، وتر?تها لأثرها السلبي، ومنها السيبرال?س.
أرجو الإفادة وجزا?م الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبده حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فواضح أنك تعاني بعد وفاة والدك من أعراض قلق وتوتر، وطبعا هذه الأعراض التي تشكو منها ليست أعراضا عضوية، وبالتالي فالفحوصات طبعا تكون سليمة؛ لأن هذا ناتج عن القلق والتوتر، فزيادة ضربات القلب هنا تنتج عن القلق والتوتر وليس عن مرض عضوي، وطبعا الخوف الشديد عرض نفسي واضح نتيجة للقلق والتوتر.
أهم شيء في علاج المشاكل النفسية الناتجة عن وفاة شخص عزيز هو في العلاج النفسي، العلاج النفسي – أخي الكريم – يلعب دورا رئيسيا ومحوريا في أن يخرجك من الحالة التي أنت عليها، ويساعد في زوال هذه الأعراض التي تعاني منها، وهناك شيء أهم من الأدوية، الأدوية هنا إذا تم تناولها يكون دورها ثانويا، الدور الرئيسي هو في العلاج النفسي، وهناك علاجات نفسية معينة للأشخاص الذين مرت عليهم أحزان مثل وفاة شخص عزيز عليهم أو أحد أقاربهم، من عدة جلسات، وبطريقة معينة إن شاء الله تتخلص من هذه الأعراض.
الشيء الآخر: طبعا الأدوية تساعد وبالذات السبرالكس، والآثار الجانبية عادة تكون في الأسبوعين الأولين، ولذلك ننصح بتناوله بجرعة صغيرة مثل نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتأخذه وتتناوله في النهار بعد الغداء، وهذا يخفف من الآثار الجانبية.
والشيء الآخر: هو طبعا يحتاج لوقت حتى يزيل الأعراض، يحتاج على الأقل إلى ستة أسابيع إلى شهرين حتى تحس بنفع منه، وتحس بأن الأعراض التي تعاني منها قد ذهبت وانتهت.
وفقك الله وسدد خطاك.