السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 17 سنة، أعاني من رهاب اجتماعي منذ دخولي المدرسة المتوسطة، وأنا ملازم للبيت، ولا أخرج إلا للضرورة كشراء أشياء من البقالة، وأجد صعوبة في ذلك، فأنا أقوم بالخروج من المنزل بالشهر مرة أو 3 مرات فقط لشراء أشياء من البقالة وغيره.
لا يوجد لدي أصدقاء أعرفهم في الحياة الواقعية سوى في المدرسة 4 أشخاص معرفة سطحية فقط, أدرس في الصف الثاني ثانوي بمعدل متفوق والحمد لله.
في بدايات الرهاب تعرضت لموقف صعب التصديق، وقمت بالتغوط على نفسي أمام زملائي في المتوسطة، ولم يكن ذنبي حيث أنه لا توجد في المدرسة سوى دورة مياه 1 غير صالحة للاستخدام البشري، ومنزلي كان بعيدا عن المدرسة.
الغريب في الأمر أني ذهبت إلى الدوام صباح اليوم التالي وكأن شيئا لم يحدث، ولم يكن يؤثر علي ذلك في الماضي.
أما الآن فأصبح يؤثر علي بشكل فضيع، وكل ما أتذكره لا أستطيع محوه من الذاكرة، وتراودني أفكار انتحارية!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الرهاب الاجتماعي فعلا قد يبدأ في سن صغيرة مثل سنك وعلاجه العلاج النفسي السلوكي المعرفي مع العلاج الدوائي.
أما حادثة التغوط وطبعا ذكرت أسبابه الموضوعية والحمد لله أنك مقتنع بها، ولكن كما ذكرت في اليوم التالي كان كل شيء طبيعيا، ولكن عودته الآن قد تكون مرتبطة بعودة الرهاب الاجتماعي مرة أخرى، فتتذكر أن هذا الحدث حدث لك أمام مجموعة من الناس.
صار الآن يسبب لك حرجا في نفسك، فقد يكون هذا مرتبطا بعودة أعراض الرهاب الاجتماعي الأخرى.
على أي حال -أخي الكريم- تحتاج إلى علاج، وبالذات علاج سلوكي معرفي ليساعدك في التخلص من هذا الفكرة التي ما زالت تراودك منذ ما حصلت، بالرغم من اقتناعك بالسبب الذي أدى إلى ذلك، فهذا إذا نوع من أنواع الوسواس المخاوف الوسواسية التي قد تكون مرتبطة بالرهاب الاجتماعي أو غير مرتبطة.
على أي حال تحتاج الحالة لعلاج في حد ذاتها، والعلاج هو علاج سلوكي معرفي يا أخي الكريم، وقد تحتاج إلى دواء أيضا ليساعدك في التخفيف من هذا التفكير المزعج وأيضا من أعراض الاكتئاب التي ظهرت عليك ومن ضمنها طبعا الأعراض الانتحارية.
تحتاج -أخي الكريم- لعلاج سلوكي معرفي وقد تحتاج إلى علاج دوائي يساعدك في التخلص من هذه الأشياء، فعليك بمقابلة الطبيب النفسي، أخي الكريم، بأسرع فرصة وإن شاء الله سيساعدك في التخلص من هذه الأفكار التي تزعجك كثيرا.
وفقك الله وسدد خطاك.