السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من عدة أعراض، منها تشويش في الرؤية وطنين في الأذن، وهذان العرضان جاءاني بعد شقيقة عينية قوية، وهذا بعد حالة غضب ارتجفت رقبتي حينها من شدة الغضب، وبعدها أحسست بضعف بيدي اليمنى، تحسن لكن ما زال لحد الآن كلما استيقظت صباحا، وقبل عام في راحة اليد والقدم ظهرت بقع دم سوداء اختفت دون رجعة، فحصها طبيب وقال لي: إنها les tache d Osler وقيل إنه عرض منعزل، بعدها ظهرت آلام في العظام والمفاصل، وشد في عضلات اليدين والرجلين والقدمين، تظهر وتختفي، مع تيبس في أصابع اليد صباحا.
أخيرا: أصبت بدوار كلما أحرك رقبتي لليمين، أو أرفع الرأس للخلف، أحس بضغط ودوار، وهذا كله بعد مروري بفترة كآبة ومشاكل، وأعاني أحيانا من كآبة غير مفهومة.
للعلم: توقفت عن الرياضة منذ مدة، وتوقفت عن شرب الحليب ومشتقاته منذ مدة، منذ علمي أنها من مسببات الشقيقة العينية، وأنا خائف جدا من إصابتي بمرض خطير.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأعراض المذكورة من تيبس أصابع اليد صباحا، مع آلام في العظام والمفاصل وعضلات اليدين والقدمين، قد يشير إلى التهاب روماتزمي يسمى rheumatoid arthritis أو التهاب مزمن في المفاصل، ويحتاج ذلك إلى متابعة مع استشاري روماتيزم، وإلى إجراء بعض الفحوصات مثل ESR و CRP و ANA و Rheumatiod factor و CBC وإلى تصوير أشعة مقطعية.
الجزء المرتبط بحالة الكآبة وأعراض الشقيقة يمكن علاجه من خلال زيارة طبيب نفسي؛ لأن الأمر ببساطة متعلق باضطراب مستوى هرمون سيروتونين، وضبط مستواه يحسن الحالة المزاجية ويعالج مشاكل الاكتئاب، ويمكنك لعلاج تلك الأعراض تناول حبوب Cebralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيوتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج، مع تناول كبسولات celebrex 200 mg وكبسولات myolgin مرتين في اليوم كعلاج مسكن للألم.
من المهم أخذ قسط كاف من النوم، لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم، تسمى Endorphins وهي في الواقع مواد تشبه المورفين في تأثيرها الطبي على جسم الإنسان morphine-like chemicals دون أن يكون لها مضاعفات جانبية، ولذلك ننصحك بالنوم ليلا والقيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا، والاستيقاظ مبكرا، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة، إن شاء الله.
هناك ما يعرف بـ Physical Therapy الذي يعتمد على الحمامات الباردة والحمامات الساخنة بالتناوب، ويمكنك الاستحمام بالماء البارد عن طريق التدرج في برودة الماء من الفاتر حتى تتعود الخلايا على ذلك، ثم زيادة برودة الماء التدريجية حتى الوصول إلى درجة برودة معقولة يتحملها الجسم، لأن الحمام البارد ينشط الدورة الدموية، ويعالج الألم، وكذلك الحمام الساخن أو الجاكوزي الساخن ليفك عضلات الجسم، ومراكز العلاج بالإبر الصينية تساعد كثيرا إن شاء الله في علاج تلك الأمراض المزمنة.
ممارسة التمارين الرياضية لها أثر كبير في علاج المرض، ومنع تقدم الأعراض، كما يجب على المريض الالتزام بتعليمات وقواعد الطبيب، وعدم إجهاد النفس، والابتعاد عن التوتر والقلق، وتناول غذاء صحي مناسب ومتوازن ومراجعة الطبيب بشكل دوري.
يمكنك الاستعانة بالحجامة عند من يمارسونها باحتراف، فقد تمت دراسة في كلية الطب جامعة الأزهر فرع البنات أول رسالة جامعية عن (تأثير العلاج بكؤوس الهواء مع الإدماء (الحجامة) على مرضى الروماتويد، وقد استخلصت الباحثة تفوق العلاج الدوائي الذي أضيف إليه (الحجامة) تفوقا ملحوظا على العلاج الدوائي بمفرده، وأوضحت الدراسة وجود فارق ذا دلالة إحصائية بين مجموعة العلاج المزدوج ومجموعة العلاج الدوائي، شمل جميع المؤشرات الإكلينيكية والمعملية لنشاط المرض.
وفقك الله لما فيه الخير