أعاني من خوف وقلق وارتجاف واضطراب في المزاج

0 72

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيرا

منذ شهر سهرت ونمت بعد صلاة الفجر، فجاءني الجاثوم، ومن وقتها انقلب حالي، وأعاني من وسواس شديد، وخوف!

ذات مرة صليت ليلا ومن شدة الخوف صليت صلاة طويلة، وأنا أرتجف من خوفي، وقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم اليوم الثاني شربت كثيرا من القهوة العربية ولم أنم، واليوم الآخر أتاني وسواس جديد من كثرة القراءة وصدقته لأنه أصبح الموضوع بذاته يظهر في كل مكان وظننت أنه علامة.

لقد أصبت بنوبة هلع، وأصبحت أرتجف، ثم -الحمد لله- خرجت من المنزل بعد فترة طويلة من عدم الخروج.

علما أنه يوجد عفونة في المنزل، والعفو إن كان الموضوع ليس مرتبا، فلا أستطيع التركيز، وأصبحت أخرج من المنزل للتنزه لتتحسن حالتي، وأفكر بأفكار تقلقني، كما أني لا أستمتع، وفجأة أفكر أن ما أفعله لا قيمة له، وأشعر فجأة بأني غريبة وضائعة وكأنه ليس لدي انتماء!

عندما أرجع للمنزل وعند المدخل أشعر بضيقة عندما أدخل أشعر بها، وكأن رأسي به ضغط بعدم الارتياح، وكأن شيئا ليس حقيقيا، وأخاف فجأة أن يحدث لي شيء بسبب ما أشعر به، وأشعر بحزن شديد، وكآبة.

مشكلتي لا أقدر أن أبوح بها لأحد ويصعب علي، وقد قال لي الطبيب: إنه شيء يخيفك من عقلك، وأصبح كل شيء يخيفني، وأصبح عندي تطاير فجأة، ولم يكن هذا موجودا، لكن منذ أن انتقلنا لهذا المنزل وتغيرت نفسيتي بالتدريج، ومنذ أربعة أشهر انتقلنا وأصبح يأتي الجاثوم لأمي وأختي، ويظهر العفن.

علما أنه قبل هذا المنزل كنا في منزل ظهرت به عفونة فجأة، وظهرت علي أعراض واكتشفت أنها anxiety ثم انتقلنا منه، وحصل الشفاء والحمد لله.

اضطررنا للانتقال لمنزل آخر، وعندما بدأت تظهر العفونة ظهرت أعراضي، وأصبح لدي تقلب في المزاج، ولا أقدر أن أنام، وإذا نمت أنام قليلا، وليس لدي شهية، وأفكر أفكارا سلبية، وينقلب مزاجي من سيء لحزين ومن مستقر سعيد لضائع، ويتقلب كثيرا، والحمد لله.

أرجو الإفادة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ houda حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنا أرى أنه لديك شيء من القلق النفسي، والقلق يمكن أن يكون طاقة إيجابية إذا استفدنا منه بالصورة الصحيحة، لكن قد يتحول إلى طاقة سلبية إذا تراكم وأدى إلى احتقانات داخلية.

ما حدث لك واضح أنه نوبة هرع أو هلع قد أتتك، وكانت مصاحبة لجاثوم، وبعد ذلك بدأت لديك هذه المخاوف والوساوس، إذا حالتك في مجملها هي قلق المخاوف الوسواسي، وموضوع ظهور العفونة هذا في أكثر من منزل ربما يكون مرتبطا بالمخاوف أو الوسوسة على وجه التحديد.

الذي أراه هو أن تتناولي أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، فإذا كان بالإمكان أن تجدي طبيبا نفسيا اذهبي إليه، وسيصف لك الطبيب، وإن لم يكن هنالك طبيب في المنطقة أعتقد أن عقار سيرترالين سيكون دواء مفيدا لك، خاصة أنه سليم ولا يؤدي إلى الإدمان، ولا يؤثر أبدا على الهرمونات النسوية.

جرعة السيرترالين هي أن تبدئي بنصف حبة ليلا أي 25 مليجرام تتناولينه لمدة 10 أيام ثم بعد ذلك اجعليها 50 مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم اجعليها 100 مليجرام أي حبتين ليلا لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضيها إلى حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعليها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا بالنسبة للعلاج الدوائي، ويجب أن يكون هنالك حرص وانتظام في تناوله، وإكمال المدة العلاجية حتى بعد التحسن.

على النطاق الاجتماعي يجب أن تكوني فعالة ومتفاعلة، بناء شبكة اجتماعية ممتازة يساعد الإنسان كثيرا، والدخول في مجموعات مثلا مجموعة لتحفيظ القرآن، مجموعة لعمل تطوعي هذا أيضا يساعد الإنسان كثيرا فيما يتعلق بصحته النفسية والاجتماعية.

احرصي على صلاتك في وقتها، والدعاء، والذكر، وتلاوة القرآن، والحرص على فضائل الأعمال عامة فيه خير كثير جدا للإنسان، على المستوى السلوكي والفكري، وكوني دائما إيجابية في تفكيرك، حقري الفكر الوسواسي، موضوع الرياضة والمشي هذا أمر جيد جدا، لأن الرياضة بالفعل لها فوائد عظيمة جدا على الصحة النفسية، وكذلك الجسدية للإنسان.

أنا متفائل جدا أن العلاج الدوائي سيفيدك، وإن شاء الله تعالى من خلال اتباعك لبقية الإرشادات أيضا ستجدين أن هنالك تغيرا إيجابيا قد حدث في صحتك النفسية، حتى لا يتكرر الجاثوم أو أحلام مزعجة، احرصي على أذكار النوم، وتجنبي تناول وجبات متأخرة من الطعام في الليل، أو وجبات دسمة.

وجبة العشاء يجب أن تكون خفيفة جدا، وتجنبي النوم النهاري، ثبتي أيضا وقت الذهاب إلى النوم، ويا حبذا لو مارست بعض التمارين الاسترخائية، خاصة تمارين التنفس التدرجي قبل النوم.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات