السؤال
السلام عليكم.
هل التنقل بين مضادات الاكتئاب مثل السبرالكس والأفيكسور وغيرها، مثلا أن يصرف الدكتور دواء ثم يقل مفعوله بعد عدة سنوات، أو يكون هناك آثار جانبية مزعجة فيغيره لدواء آخر وهكذا، فهل تجربة عدة أدوية يسبب خللا أو تأثيرا في النواقل العصبية، وفي الحالة النفسية للمريض؟
وهل يمكن أن يضعف تأثير الدواء مع مرور السنين؟ وما العمل عند ذلك؟ وهل ترفع الجرعة أم يتم تغيير الدواء ما الأفضل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بصفة عامة هنالك حقيقة علمية مهمة جدا، وهي: يوجد اختلاف وتباين كبير في فعالية الأدوية ما بين الناس، والأدوية تعمل من خلال خصائصها الكيميائية، والإنسان يستجيب للدواء من خلال خصائصه الجينية الوراثية، ولذا نجد دواء معينا يتوافق مع إنسان معين ولا يفيد آخر.
هذه هي القاعدة العلمية التي نبني عليها في التعامل مع الأدوية، لذا التنقل بين مضادات الاكتئاب ليس أمرا جيدا، إذا لم يكن هنالك سبب واضح، وهو أن الدواء الأول لم يؤد الفعالية المطلوبة، والالتزام بدواء واحد وبالجرعة الصحيحة، وبانتظام وللمدة المطلوبة دائما أفضل، فإذا رأى الطبيب أن يضيف دواء آخر يجب أن تكون هنالك مبررات علمية وعملية لذلك.
تجربة عدة أدوية أنا أرى أنه قد يؤدي إلى عدم استقرار في الموصلات العصبية، وكذلك في الحالات النفسية للمريض، لذا الانضباط التام من جانب المعالج، والمعالج هو الذي يعطي النتائج العلاجية الممتازة، بمعنى أن يكون الطبيب ملتزما، وكذلك المريض ملتزما في اتباع التوجيهات، وأن يعالج الإنسان نفسه بنفسه؛ بأن يضيف دواء أو ينقص دواء أو يخفض جرعة أو يزيدها، هذا ليس أمرا جيدا أو مفيدا.
الأدوية المعروفة بمضادات الاكتئاب وكذلك مضادات الذهان لا تضعف فعاليتها بمرور السنين، لأنها لا تحمل خاصية تسمى بالتحمل أو بالإطاقة، والتحمل أو الإطاقة يقصد به أن جرعة الدواء يجب أن نزيدها أو حتى نضعفها لنحصل على نفس النتائج الأولى للدواء، ويعرف أن الدواء الذي تكون هنالك حاجة لزيادة جرعته لتحسين فعاليته غالبا له آثار انسحابية.
الذي أراه هو أن ترفع جرعة الدواء حتى تصل إلى الحد السليم المسموح به، ويعطى مدة كافية، هذا مهم جدا، ليست الجرعة فقط، إنما مدة الصبر على الدواء أيضا مهمة، بعد ذلك يمكن أن يدعم الدواء بدواء آخر، أو إذا فشل هذا المسعى هنا يمكن أن يغير الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.