السؤال
السلام عليكم.
أنا أعاني من الوسواس القهري بسبب وفاة جدتي التي قامت بتربيتي منذ سنتين، وتراجعت في دراستي، وأدمنت على العادة السرية والأفلام الإباحية، وأهملت دراستي، مع العلم أنني أعيد الثالث الثانوي.
السنة الأولى في ثالث ثانوي أهملت الدراسة، ولم أذاكر، وكنت أكذب على أهلي بأنني أذاكر، وفي وقت الاختبار ادعيت أني أشعر بألم في يدي حتى أتهرب من تقديم الاختبارات، فعدت السنة، ولكنني أيضا أهملت الدراسة، ولم يتحسن وضعي.
في شهر فبراير من هذه السنة حاولت الانتحار، لا أعلم ماذا أفعل؟ أريد أن أعود كما كنت، أذاكر وأصلي وأطيع أهلي، هل هناك أمل أن أحصل على مجموع عال في الثانوية إذا ذاكرت الآن؟ علما أن أبي متزوج ولا أقيم معه، وأمي بعيدة عني، وأعيش مع زوجة عمي، وأنا أشعر بالضياع وأفكر في الانتحار مرة أخرى.
أرجوكم ساعدوني، وأفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hashem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت الآن همك في موضوع الامتحان، وأنا همي ليس في الامتحان، همي فيك أنت وكيف يمكن أن تنهض بنفسك من هذا المستقنع المؤلم الذي أوقعت نفسك فيه، مستنقع الأفلام الإباحية والعادة السرية وعدم الصدق، لا بد أن تصلح نفسك حتى تصلح أعمالك ومنها الدراسة والامتحانات، والتغيير بيدك أنت.
جدتك توفيت لرحمة الله، وكان من المفترض أن تستغفر لها، وأن تسعى أن تكون عند حسن ظنها، لأنها كانت تأمل أن تراك شخصا ناجحا وسديدا في الحياة.
أنا أعتقد أن الأمل لا زال موجودا، لأن الخير أصلا في هذه الأمة أصيل، لا بد أن تضع الكوابح القوية جدا أمام نفسك، وتجلد ذاتك، وتبعد نفسك تماما عن الأفلام الإباحية والعادة السرية، لا يمكن للإنسان أن يجمع بين الأشياء المتناقضة في حياته، ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، لا يمكن للإنسان أن يجمع بين الانحراف – مع احترامي الشديد لشخصك الكريم – ويقول أنني أريد أن أنجح وأريد أن أصلي، لا يمكن أن يجمع الإنسان بين هذه الأشياء، الخير طريقه واضح، والشر طريقه واضح، واختيار طريق الخير هو الشيء الطبيعي الذي يجب أن يلجأ إليه الإنسان.
خطوات عملية جدا، أريدك أولا أن تتوقف تماما عن العادة السرية والأفلام الإباحية، وأن تنام مبكرا، وأن تستيقظ مبكرا وتصلي الفجر، وتدرس لمدة ساعتين أو ثلاثة قبل الذهاب إلى مدرستك، إن فعلت ذلك يوميا -إن شاء الله تعالى- سوف تنجح في الامتحان، وسوف تنجح في الحياة، أمر بسيط جدا.
وعليك بالصحبة الطيبة، عامل زوجة عمك معاملة طيبة، كلامك عن الانتحار قطعا أمر مؤلم، وكل الذي أقوله لك أن الانتحار لا خير فيه، أنت الذي سوف تخسر كل شيء، تخسر الدنيا وتخسر الآخرة، والحياة طيبة، وعليك بالاستغفار، وأن تسأل الله تعالى لك الخير كله في الحياة الدنيا وفي الآخرة، {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}.
إن كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أيضا أمر جيد.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.