السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب بعمر 23 سنة، لدي مشكلة نفسية كبيرة جدا، أنا أعاني في صمت، أصبحت أعيش جحيم الخوف والكآبة، لكن مند صغري كنت أحس من فترة لأخرى أن نفسيتي ليست مستقرة، ومند السنة الثالثة عشرة كنت جالسا وحيدا في المنزل أقوم بواجباتي، وأحسست بخوف مفاجئ رغم أنه لم يكن أي سبب، وليس هناك أي مشكلة في المنزل أو شيء يدعو للخوف.
لا زلت أتذكر حين أحسست بذلك وخرجت بسرعة للمسجد، ومن فترة لأخرى ينتابني مثل ذلك الإحساس فجأة دون سبب، وفي فترات زمنية متباعدة جدا سنة أو سنتين، وفي يوم من الأيام في سنة الباكالوريا كنت في سريري أستعد للنوم فبدأت تراودني أفكار سيئة وصور فضيعة لله عز وجل، والعياذ بالله، فحاولت أن أتجنب هذه الصور التي كانت خارجة عن إرادتي، وأحسست بخوف شديد، وأحسست أن كل شيء توقف وكأني سأموت، وتسارعت دقات قلبي بشدة لمدة نحو عشرين ثانية، فذهبت بسرعة للمرآة أرى نفسي وأنا متفاجئ.
توالت الأيام ومن سنة لأخرى ينتابني نفس الإحساس، وغالبا ما يكون أثناء النوم، ومنذ سنتين كنت أستعد للنوم وبدأت أحس كأني لا أستطيع التحكم في نفسي، وخفت أن أنهض وأرمي نفسي من النافذة، وأنا أقاوم، وتمر أيام قليلة ثم أنسى ما حدث.
تبدأ حكايتي التي جعلتني منذ خمسة أشهر لا أحس بطعم الحياة، وتعرفت على فتاة في الجامعة، وكنت أحس بالسعادة معها، وأعدها بالزواج، وبعد أربعة أشهر من علاقتنا، بدأت أتعدى الحدود معها، ورغم ذلك كان دائما يؤنبني ضميري، وأقول: لن أعيد أن أقبلها أو حتى ألمسها، وفي يوم من الأيام كنت مع صديق لي وهو زميلنا في الدراسة أنا والفتاة التي تعلقت بها، ولم يكن أحد يعرف أننا على علاقة، والكل يعرف أننا أصدقاء فقط، وعندما كنت أتحدث أحسست وكأني سأفقد السيطرة، وأقول له: إني أحب تلك الفتاة، وإننا تعدينا الحدود.
بدأت أتحكم في نفسي، وأقول: لا لا لا، لا يجب على أحد أن يعلم، وبعدما ذهبت للمنزل انتابني خوف وقلت: ماذا كنت سأفعل كنت على وشك أن أقول كل شيء، وأضمر صورتنا الجيدة مع الناس، وانتابني شعور بالخوف، وأحسست كأني أصبت بالجنون، وبدأت بالتقيؤ.
جاء في ذهني بعض ذكريات الطفولة عندما كنت ألعب مع أصدقائي، وارتكبنا بعض الذنوب التي أصابنتي بخوف أكبر، رغم أني ارتكبت بعض الذنوب وأنا في سن صغير جدا لا أعرف شيئا، وتللك الذكريات والأفعال لم تذهب من ذهني، وأصابتني بكآبة وخوف.
بعد ذلك ذهبت لمعالجة نفسية وتحسنت حالتي، وأقنعتني بأن ما حصل في الطفولة شيء عادي بحكم السن، ولا يجب علي تأنيب ضميري.
بعد ذلك قلت سأتوب وألتزم بحدودي مع الفتاة، ولن أعيد، ومرت الأيام وتعديت حدودي مرة أخرى، وأصبح ينتابني تأنيب ضمير، وفكرت في ذنب ارتكبته مؤخرا، لكن رغم صغر الذنب إلا أنه أثر علي، وكرهت نفسي، وأصبحت أقول: ماذا سيقول عني الناس عندما يعرفون أني سيء هكذا؟! لأن أغلب الناس يرونني إنسانا مهذبا وذا أخلاق.
بمجرد ارتكابي لذنب أكره نفسي وينتابني تأنيب ضمير كبير، وصرت مكتئبا، وأصبحت أتذكر أي شيء سيء فعلته في الماضي، وأصبح لدي فقدان تركيز وكثرة تفكير، وأفكار سلبية متشائمة.
علما أني كنت جدا متفائلا، ومجتهدا في دراستي، بينما أنا أتوتر كتيرا، وأخاف من المناطق العالية، وإذا رأيت أحدا يقف في منطقة عالية لا أستطيع الوقوف بجانبه، أخاف أن أفقد السيطرة وأدفعه، ولا أعلم ما هي مشكلتي؟! هل هو وسواس قهري أم ماذا؟ ساعدوني!
علما أني أخذت موعدا مع نفس المعالجة لأن تاريخ الموعد لا يزال متأخرا جدا.