السؤال
السلام عليكم.
أنا بعمر 23 عاما، وأحس عند التلمس بالغدد في عنقي ورقبتي، وقد بدأت أحس بها قبل أكثر من 10 أعوام، وهي لا تكبر، ولست متأكدا أنها تصغر، وأشك بعض الأحيان أنها تصغر وهي صغيرة، ربما نحو 1سم أو أقل.
علما أني خضعت لعملية جراحية تجميلية في شفتي العليا قبل نحو 15 عاما، والعملية لم تكن ناجحة كثيرا.
أعاني كثيرا من الوسواس القهري، وأخاف من الأمراض لدرجة أني كل ما سمعت بمرض أحس أني مصاب به!
أحس أحيانا بآلام غامضة في مختلف أنحاء جسمي في قلبي أو صدري أو خصري أو أصبعي أو قدمي، على شكل نغزات في بعض الأحيان، وهذه الآلام تختفي عندما أمارس الرياضة أو أي عمل آخر.
هل يكون هذا الألم بسبب الوسواس؟ علما أن الغدد موجودة منذ سنوات طويلة، ولا تكبر، وليست ظاهرة بالعين، وإنما عند اللمس.
منذ فترة قرأت عن أحد الأمراض -أجارنا الله- وبدأت أقلق وأفكر كثيرا، وكثرت الأوجاع بعدها.
أنا أتمتع بشهية جيدة للطعام، ووزني يزيد أحيانا بشكل طبيعي تبعا للغذاء والراحة وغيرها.
أعاني من الوسواس القهري، ويجبرني هذا الوسواس على فعل حركات غريبة، ولا أستطيع مقاومتها أحيانا، وأخاف كثيرا من الأمراض، وأنا شخص انطوائي وخجول جدا منذ صغري، بسبب التشوه في الشفة، وأيضا مررت بظروف كآبة وقلق دائم، وهذه الوساوس تدمر حياتي! فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حبيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
لا تنزعج من الغدد التي تتلمسها في عنقك، هي منذ عشر سنوات وهي غالبا غدد ليمفاية متحجرة حدثت لك في الصغر، وغالبا ما تكون ناتجة من التهابات اللوز المتكررة، وهذه ظاهرة معروفة جدا، فأرجو أن تتجاهلها تماما فهي حميدة، ولن تؤثر أبدا على صحتك.
يظهر أنه لديك شيء من المخاوف الوسواسية، والوسواس يطرد من خلال التجاهل والتحقيرـ وصرف الانتباه عنه تماما، بأن تستفيد وقتك بصورة إيجابية وفي أشياء نافعة، وأن لا تترك مجالا للفراغ.
الرياضة قطعا مفيدة؛ فهي تقوي النفوس كما تقوي الأجسام، وهي تزيل القلق تماما المصاحب للوسواس مما يخف من وطأة الوسواس.
أرجو أن تحافظ على ممارسة الرياضة، قطعا أنت محتاج لعلاج دوائي سيفيدك كثيرا، عقار مثل البروزاك والذي يسمى فلوكستين من الأدوية الممتازة لتحسين المزاج وعلاج الوسواس، إذا تمكنت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أمر جيد، وإن صعب ذلك فالفلوكستين نسبة لسلامته يمكن الحصول عليه دون وصفة طبية.
الجرعة في حالتك هي كبسولة واحدة 20 مليجراما يتم تناولها يوميا بعد الأكل لمدة شهر ثم تجعلها كبسولتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر ثم تتوقف عن تناوله، هو دواء ذو فائدة عظيمة إذا أخذه الإنسان بانتظام، ودعمه من خلال العلاج الاجتماعي والسلوكي والتجاهلي للوسواس والذي تحدثنا عنه.
إن كثرة الأوجاع سببها القلق والتكاسل وعسر المزاج، وهذا يسبب أوجاعا جسدية، لكن يفضل أيضا أن تقوم ببعض الفحوصات الطبية الروتينية، يمكن أن تذهب إلى المختبر أو طبيب الأسرة أو طبيب عمومي ليقوم بإجراء هذه الفحوصات التكميلية لك؛ وذلك فقط من أجل التأكد من صحتك، أريدك أن تكون شخصا فعالا، طور نفسك مهنيا واجتماعيا، احرص على صلاتك في وقتها، وها نحن مقدمون على موسم الخيرات على شهر رمضان الكريم، فأرجو أن تستفيد من هذا الشهر العظيم؛ لتطوير ذاتك، وأن تصوم على أفضل ما يمكن محتسبا عند الله تعالى الأجر والثواب.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.