السؤال
السلام عليكم
منذ أكثر من ثلاثة أشهر جاءت لي حالة من الدوخة والأرق في النوم، وعدم الشعور بجمال الدنيا، وخوف في صلاة الجماعة في المسجد، من أن إطالة الشيخ تأتي بالدوخة.
عملت كل الفحوصات وتبين أنه لدي قصورا في الغدة الكظرية، بسبب استعمالي العشوائي لدواء الديكساميد، وصف لي دكتور الغدد دواء Hydrocortisone 20 mg حبة الصبح وحبة الظهر ونصف حبة مساء، وسحبه تدريجيا، وأصبح لي أكثر من شهر أتناوله وخفت الدوخة، لكن بقيت، وخصوصا عندما أكون في عملي أو صلاتي أو اجتماع بعض الناس!
ذهبت بهجة الدنيا مع أني كنت معروفا بحب المرح والحياة، وأخذت دواء تربتزول لمدة شهرين، وبدأت بحبتين، ومن ثم حبة، وكنت أنام لكن بقي الحزن لدي، وفي بعض الأحيان مع الدواء، ولا أنام.
سمعت أنه يزيد من أعرض الدوار فأوقفته، ونمت أول يومين وعاد الأرق من جديد، ولم أنم إلا ساعة بعد الفجر، ولم أذهب إلى عملي خوفا من حالتي بسبب عدم نومي، فأنا حزين جدا، وخصوصا أني أحب صلاتي في المسجد.
أرجو المساعدة، فأحيانا أحس باكتئاب دون سبب، لكن كل السبب دوختي، وعدم نومي وخوفي الصلاة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء.
موضوع قصور الغدة الكظرية لا بد أن تراجع الطبيب المختص في أمراض الغدد، وإن شاء الله تعالى الأمور تسير في اتجاه صحيح من هذه الناحية.
بالنسبة لحالتك النفسية، أنا أعتقد أنه لديك بعض أعراض القلق الاكتئابي، وإن شاء الله هي بدرجة بسيطة.
بالنسبة للدوخة، نعرف أن القلق قد يؤدي إلى الدوخة، لكن لا بد أن يكون هنالك تأكيد فيما يتعلق بحالتك العضوية، هل هنالك مشاكل في الأذن مثلا أو الجيوب الأنفية؟ أعتقد مناقشة هذه الأمور مع طبيبك سيكون أمرا جيدا.
من الناحية النفسية محسنات المزاج موجودة، ومزيلات الخوف. عقار سبرالكس أراه جيدا ومفيدا في مثل حالتك، تضاف إليه جرعة صغيرة من عقار دوجماتيل، والذي يعرف باسم سلبرايد، هو دواء متميز أيضا لموضوع الدوخة، خاصة إذا كان منشؤها نفسيا.
أخي، هذه مقترحاتي من حيث العلاج الدوائي، وأرى أن ذهابك إلى الطبيب النفسي سيكون أمرا جيدا جدا، وبالنسبة للنوم قطعا إذا تناولت الأدوية التي ذكرتها لك وتناولت غيرها ستقل حدة القلق والتوتر، وهذا يؤدي إلى تحسن في النوم.
أنا لا أميل إلى المنومات كثيرا إلا في حالات اضطرارية، فحاول أن تحسن نومك بصورة طبيعية وتلقائية بأن لا تنام في أثناء النهار، وأن تمارس الرياضة، وأن تحرص على أذكار النوم ليلا، وأن تثبت وقت النوم، وأن لا تتناول الميقظات كالشاي والقهوة في فترة المساء.
أخي الكريم، هذه أشياء أساسية جدا، لكنها حقيقة تحسن النوم، وهذا أمر مجرب، وإذا لم تتحسن مع عقار سبرالكس ودوجماتيل؛ هنا قد يضيف لك الطبيب دواء آخر لفترة قصيرة، وتوجد الكثير جدا من المنومات الجيدة والفاعلة، وإن كنا لا ننصح باستعمالها أبدا لفترات طويلة.
يمكن للإنسان أن يصرف انتباهه عن هذه العلل النفسية البسيطة من خلال الفعاليات الاجتماعية، وأن يكون متواصلا بصورة إيجابية، وأن تكون إيجابي الفكر، وأن تمارس الرياضة.
الحمد لله أن لديك عوامل استقرار كثيرة، فالتفكير الإيجابي مهم جدا، مع حسن التواصل الاجتماعي، وأن يكون الإنسان فعالا؛ فهذا يصرف الانتباه تماما عن الأعراض النفسية ويحسن المزاج كثيرا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.