السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من حساسية في الصدر من البخور والمبيدات، وأغلب العطور والمنظفات، والدخان الصادر من النار أو الحرائق، والسجائر، وأهلي لا يصدقون حالتي، تارة يقولون تكذبين، وتارة أخرى يقولون إن الأمر نفسي، ولست مصابة بالحساسية، فهل من الممكن أن يكون كلامهم صحيح، وما أعانيه من كحة وبلغم وضيق بالصدر وكتمة وحكة في الصدر والذقن من الداخل نفسي فقط وليس عضويا؟ وكيف أتخلص من الحساسية والوسواس أو أتعايش معهما؟ وخاصة مع أهل غير متعاونين ومكذبين ومستهزئين بي.
وللعلم لدى وسواس قهري في النظافة سواء في الحمام أو الأكل، وشيء آخر: منذ فترة تشن علي حملات استفزاز، ويصفونني بالمجنونة والكذابة، وخاصة أمي وأخواتي، علما بأنني صادقة جدا، لدرجة أنني لا أبرر نفسي، وأعترف بأخطائي، فأسلوب التكذيب ووصفي بالمجنونة يستفزني. أريد طريقة تجعلني أتجنب استفزازهم لي، ولا أسمح لهم بنزع ثقتي بنفسي.
وللعلم أنا ملتزمة بالحجاب الشرعي الكامل منذ أن بلغت، ومتدينة، وأحفظ 5 أجزاء من القرآن، وكنت صاحبة شخصية قوية، وجادة، وحازمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ صابرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أنا لا أرى أن هناك كذبا فيما ذكرتيه، كلامك صحيح وكلامك صادق إن شاء الله تعالى، لكن أعتقد أن الأمر لم يفسر ولم يشرح لأهلك من خلال السلطة الطبية، بمعنى أنه كان من الواجب أن تذهبي إلى طبيب الحساسية مثلا ويذهب معك أحد أهلك ليسمع شرح الطبيب، فأنا أرى أنه بالفعل لديك حساسية لكل المكونات التي ذكرتيها، وفي ذات الوقت يعرف أن القلق والتوتر النفسي والحساسية النفسية والشخصية الوسواسيه يحدث في حالة تواجد هذه السمات نوعا من الزيادة النفسية أو المبالغة النفسية كما نسميها لعلة عضوية أصلا هي موجودة، بمعنى: أنه بالفعل لديك قابلية كبيرة لحساسية حين تكونين عرضة للمكونات التي ذكرتيها.
لكن شخص آخر ليس لديه قلق نفسي داخلي أو حساسية نفسية قد لا تؤثر عليه أبدا المكونات التي ذكرتيها، فإذا الأمر هو نفسوجسدي. أنت لديك بالفعل قابلية للحساسية من المكونات التي ذكرتيها، وهذه القابلية عضوية، وفي ذات الوقت قلقك وتوترك وحساسيتك ووسوستك حول الأمور يزيد هذه الأعراض عندك؛ ولذا نرى أن الراحة النفسية وعدم القلق وعدم التوتر وتناول أحد مضادات القلق وعلاج الوسواس سوف يساعدك كثيرا في ذهاب هذه الحساسية. أرجو أن تشرحي هذا الأمر لأهلك الأكارم على النسق الذي ذكرته لك، ومن الأفضل أن تعرضي عليهم هذه الإجابة التي أوردناها لك.
أنا أعتقد أن تناول أحد الأدوية المضادة للقلق الوسواسي سوف يفيدك كثيرا، عقار مثل سيرترالين والذي يسمى تجاريا زوالفت أو يسمى لسترال وربما تجدينه في ليبيا تحت مسمى آخر سيفيدك، يضاف إليه عقار آخر يسمى أتراكس جرعة الاتراكس 10 مليجرام ليلا لأنه يزيد النوم قليلا لكنه دواء متميز جدا في علاج الحساسية النفسوجسدية كما نسميها، أما السيرترالين فجرعته أن تبدئي بنصف حبة ليلا لمدة 10 أيام ثم تجعليها حبة واحدة ليلا لمدة 4 أشهر ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين ثم تتوقفي عن تناول السيرترالين. أما بالنسبة للاتراكس فتناوليه بجرعة 10 مليجرام ليلا لمدة شهرين ثم توقفي عن تناوله.
أيتها الفاضلة الكريمة لا بد أن تبني علاقة رزينه وجيدة وممتازة تقوم على التقدير والمحبة فيما بينك وبين أهلك.
كوني إنسانه طيبة ومتميزة، واحرصي على كل ما فيه مصلحة للأسرة، حسن التواصل الاجتماعي، ومعاملة الناس بخلق حسن أمر يعود علينا بخير كثير، وأنت بفضل الله تعالى تحفظين 5 أجزاء من القرآن فهذا أمر عظيم اسأل الله تعالى أن يزيدك في ذلك.
نظمي وقتك، ابني علاقات اجتماعية ممتازة مع الصالحات من البنات، وتفاني في خدمة أسرتك، ولا تدخلي أبدا في النقاشات السلبية أو التي تؤدي إلى مغالطات واهتزاز في الثقة ما بين أعضاء أسرة طيبة وكريمة.
هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.