السؤال
السلام عليكم.
هل يكفي أن يحب العبد الله حتى يحبه الله؟ فأنا رغم المعاصي إلا أحيانا تأتيني مشاعر قوية أنني أحب الله، وتنتابني فرحة كبيرة لا أعلم من أين تأتي، وكأنني لا أحب أحدا غير الله، ثم أحزن مباشرة لظني أن الله لا يحبني كما أفعل؛ لأن المعاصي تثقلني، أهذا سوء ظن بالله؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميساء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حب العبد لله سبحانه وتعالى مرتبة عظيمة، ومنزلة كبيرة، فمن وفق لذلك فقد فاز.
ولكن حب العبد لله سبحانه ليس ادعاء واقع يجب أن يعيشه المؤمن حقيقة يظهر ذلك في كل جوارحه وسلوكه وأفعاله.
وحب العبد لله يستلزم عدم عصيانه، قال الشافعي -رحمه الله-:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
في كل يوم يبتديك بنعمة منه وأنت لشكر ذاك مضيع.
لذا فالواجب على من يدعي حب الله أن يكون طائعا لله سبحانه، بعيدا عن معاصيه، وحب العبد لله يظهر في التزامه بفرائضه، وحب الله للعبد يأتي من استمرار العبد وحرصه على النوافل، قال صلى الله عليه وسلم: إن الله قال:(من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه).رواه البخاري.
فهذا الحديث ذكر كيف يصل العبد إلى مرتبة حبه لله، واستمطار محبة الله له، وهي مرتبة الولاية.
لذا عليك أن تحافظي على الفرائض، وتبتعدي عن المعاصي، فإن وقعت تبتي منها، وأكثري من نوافل العبادات حتى يتحقق لك حب الله سبحانه ويثبت حبك له جل علا، فإن هذه منزلة أوليائه الصالحين (يحبهم ويحبونه).
وندمك على معاصيك دليل خير فيك، وحرص على صلاح حالك، وحزنك لأنك تظنين أن الله لا يحبك هذا ظن لا يجوز، فما أدراك بذلك، بل أحسني الظن بالله، وخذي بأسباب حب الله لك، ولا تقنطي نفسك فإن الله عند ظن عبده به، فظني بالله خيرا، واستعيني بالله على الاستقامة، والتوبة من الذنوب والمعاصي.
ومشاعرك القوية نحو الله دليل خير في قلبك، فنمي هذا الأمر على الطاعات والقربات.
وفقك الله لما يحب ويرضى.