السؤال
السلام عليكم
أنا شاب مصاب بمرض الوسواس القهري منذ فترة، واشتد علي آخر مدة - منذ تقريبا أسبوعين - وأحيانا أدافعه وأنجح وكثيرا ما يحدث العكس- يعني أي أنه يتغلب علي، ولا أستطيع دفعه - وأنا أعرف طريقة من طرق العلاج وهو تحقيره وعدم المبالاة به، ولكن أحيانا لا تنفع معي هذه الطريقة، فيتغلب علي، فأجلس أفكر وأفكر بالوسواس، حتى أنها تصيبني العزلة والعرق الشديد، وأصبحت أنام كثيرا وأحب النوم؛ لأني أرتاح من الوسواس، عندما أنام، ومع ذلك فعندما أستيقظ أول شيء أفكر به هو تلك الفكرة التي هي من الوسوسة، وأنا أستشيركم؛ لأني أثق بكم بإذن الله أكثر من الأطباء النفسيين وأيضا الكشفية عندهم باهظة الثمن..
فالمقصود هو أني أريد دواء يهدئني كلما تأتي تلك الأفكار، أي أنه لما يأتيني وسواس قوي أقوم بتعاطي ذلك الدواء فيذهب الوسواس بأذن الله، وإذا لم يكن ذلك متيسرا فأريد وصفة طبية متكاملة للعلاج، وتكون ناجحة.
وأيضا أريد أن أعرف إن كان هناك علامات تدل على الأعراض الجانبية فأتوقف عن تعاطي الدواء؟ وهل هذه الأدوية لها سلبيات على العقل والذاكرة؟
وأخيرا: كيف أعرف أني شفيت من مرض الوسواس؟
وأنا حقيقة خائف أني عندما أشفى من الوسواس أخاف أن تعود تلك الشكوك كلها أو بعضها أو شك واحد من تلك الشكوك مرة أخرى، فاحتار هل هذا وسواس أم لا؟ فكيف أعرف؟
وأنا حقيقة عندي إجابة على هذا السؤال، وهو أنه إذا كان ذلك الشك-الذي أتاني مرة أو مرتان بعد الشفاء- هو نفسه الشك القديم الذي كان يأتيني كثيرا، فأعلم أن ذلك وسواس فلا ألتفت إليه، فما رأيكم بهذه الإجابة -وإن كانت هذه الإجابة خاطئة فأريد إجابة منكم-.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الطيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لمعرفة مرض الوسواس القهري يجب أن نعرف ما هو الوسواس القهري.
أولا: الوسواس القهري هو فكرة أو هاجس أو صورة تتكرر في عقل الشخص، تسلل إليه دون إذنه، وتكرر بصورة مستمرة، يحاول مقاومتها أو تجاهلها، ينجح أحيانا ولكن يفشل في كثير من الأحيان، مما يسبب له ضيقا وتوترا نفسيا، وتؤثر على حياته وعمله، وتسبب له كربا.
هذا هو الوسواس القهري الاضطراري – أخي الكريم – والوسواس القهري قد يأخذ أشكالا متعددة، إما شكوكا، وإما تساؤلات مستمرة، أو مسائل دينية، أو عنفا، أو جنسا، ويعتبرها الشخص سخيفة، ولكنه لا يستطيع التخلص منها.
والعلاج – أخي الكريم – إما أن يكون علاجا دوائيا لفترة من الوقت، وليس علاجا مهدئا يؤخذ لفترة محددة، بل يؤخذ بصفة مستمرة حتى تختفي أعراض الوسواس القهري، أو علاجا سلوكيا معرفيا، والأفضل أن يكون الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي، ومعظم الأدوية التي تعالج الوسواس هي من فصيلة الـ (SSRIS)، وأعراضها الجانبية تتخلص في (أحيانا) آلام في المعدة، وغثيان، وزيادة في الوزن، ولكنها لا تؤثر على العقل أو الذاكرة بأي صورة من الصور، بل بالعكس هي تعالج الوسواس القهري وتؤدي إلى صفاء الذهن وهدوئه.
أنسب دواء – خاصة لعمرك وسنك – هو البروزاك/فلوكستين، آثاره الجانبية قليلة، ابدأ بكبسولة (عشرون مليجراما)، ويجب أن تنتظر حتى مرور شهرين، حتى تحكم بأنك استفدت منه أم لا، وإن كانت الاستفادة قليلة فيمكنك زيادة الجرعة إلى حبتين، وأقصاها ثلاث حبات يوميا.
وبعد التحسن – أخي الكريم – وزوال كل هذه الأعراض يجب الاستمرار في تناول البروزاك لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عنه دون تدرج، ويستحسن – كما ذكرت – الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي التي عادة ما تتم بواسطة شخص متخصص في هذا النوع من العلاج.
تعرف أنك شفيت من الوسواس باختفاء الفكرة المعينة أو الشك المعين الذي كان مستمرا معك، يختفي هاجسك وتعيش حياتك الطبيعية أخي الكريم.
وفقك الله وسدد خطاك.