السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من مشكلة تضايقني، وهي زيادة دقات القلب، حيث أجدها في المستشفى تصل إلى 120 وتتراجع بسرعة بعد الراحة إلى 90 أو أقل، وعند بذل أي مجهود كلعب كرة القدم لمدة لا تتراوح 15 دقيقة، تصبح دقات قلبي سريعة أكثر، وتبقى على نفس السرعة لمدة أيام، وبعدها تتراجع قليلا.
عملت تحليل الدم والضغط والسكر والأجسام المضادة، وتخطيط القلب مرتين، المرة الأولى قبل 3 سنوات وكل الأطباء أجمعوا على سلامة القلب، وأن السبب هو القلق وتأثير المنبهات والسهر وسوء التغذية.
أنا لا أشعر بقلق وحياتي مستقرة، وليس لدي مشاكل، فقط مشكلة زيادة دقات القلب منذ خمس سنوات، كما أعاني من آلام القولون والغازات، مع ارتجاع الطعام والحموضة، والإمساك والتجشؤ، ومشكلة الغازات والتجشؤ ظهرت منذ خمس سنوات، ولا زالت مستمرة إلى اليوم، علما أني سريع الغضب، ولا آكل كثيرا.
هذه المشكلة أصبحت تعيق حياتي، هل هي مشكلة في القلب أو الجهاز الهضمي؟ علما أن عند السياقة وانتظار نتائج الاختبار تصبح دقات القلب قوية، مع صعوبة في التنفس، وتجشؤ طوال اليوم، كما أني عندما آكل أو أشرب أتجشأ.
أصبحت قلقا قبل القيام بأي عمل مثل الجري أو لعب الكرة، أخاف من زيادة دقات القلب، حيث أشعر بألم خفيف في الرأس وصعوبة في التنفس.
أعاني من آلام مزعجة في البطن، مع إمساك طوال الوقت وغازات مع تجشؤ، وعند شرب القهوة أحس بدوخة، مع عدم القدرة على تثبيت أعصابي، حيث أحرك رجلي أو أفعل أي شيء وإلا أحس بصعود شيء من البطن إلى الفم، مع اختناق، فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
"مع أني سريع الغضب ولا أكل كثيرا": هذه العبارة التي وردت في رسالتك تلخص وضعك تماما، وهي كثرة الانفعال والغضب السريع، وهذا ما يؤدي إلى زيادة الخفقان وإلى تسارع نبض القلب، وقد علمنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- علاج تلك الحالة، فعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مرني بأمر، قال: لا تغضب، قال: فمر، أو فذهب، ثم رجع، قال: مرني بأمر، قال: لا تغضب، قال: فردد مرارا، كل ذلك يرجع فيقول: لا تغضب.
والغضب -يا ولدي- يؤدي إلى ارتفاع هرمون يسمى الإدرينالين، وهذا الهرمون يؤدي إلى تسارع نبض القلب، وإلى الرعشة والتوتر، وقد قلنا لك قبل ذلك أن شخصيتك (anxious personality)، أي شخصية قلقة ومتسرعة، ولذلك تعاني من تسارع نبض القلب ومن مشاكل في الطعام والهضم، ولذلك عليك بالهدوء والروية، وعليك بالقرآن فإن فيه طمأنينة وسكينة، قال الله تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
والإكثار من شرب القهوة يؤدي أيضا إلى تسارع نبض القلب، فعليك بالإقلال منها، مع التعود على مشروب الكاركاديه سواء ساخنا أو باردا ومثلجا، فإن له فائدة في ضبط نبض القلب.
كذلك كما قلنا فإن الإمساك والغازات والانتفاخ ومشكلة القولون مرتبطة بنوعية الطعام الذي تتناوله، وبنوعية شخصيتك القلقة، ومن المعروف أن القولون يحتاج إلى المزيد من السوائل من الماء، والعصائر الطازجة، ومن الخضروات المطبوخة، كذلك فإن القولون يحتاج المزيد من الألياف الطبيعية الموجودة في شوربة حبوب الشوفان، والبرغل ومجروش القمح، مع ضرورة تناول السلطات، مع الإكثار مع زيت الزيتون.
وللتخلص من الغازات والإمساك: يمكنك تناول أقراص الخميرة وكبسولات (Probiotic) قبل الوجبات؛ للمساعدة على الهضم، لاحتوائها على بعض الخمائر والبكتيريا النافعة، ويمكنك كذلك تناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار عند خفقه في الخلاط، مع القليل من العسل والليمون وأوراق النعناع الطازجة، مع الإقلال قدر الإمكان من شرب الشاي والقهوة لاحتوائها على مواد تؤدي إلى الإمساك.
ولا مانع لحين تغيير نمط الغذاء من تناول حبيبات (agiolax) ملعقة كبيرة على كوب ماء مرتين في اليوم عند الضرورة، أو تناول ملعقة كبيرة من زيت الخروع (castor oil) على كوب من عصير البرتقال عند الضرورة أيضا، وهو زيت موجود في الصيدليات.
وفقك الله لما فيه الخير.