متضايق من تجاهل أهلي لي، فماذا أفعل؟

0 108

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب ملتزم والحمد لله، وأصبح قلبي معلقا بالمسجد، ولكن الوضع في بيتنا مهزوز من ناحية جميع أفراد العائلة، حياتهم في تردد، محتارون، وأمي على رأسهم، دائما تستشيرني وتهمل استشارتي، وتتجاهلني أو تعطيني على قدر عقلي، وجميعهم يستشيرونني ولا يأخذون بكلامي، وأنصحهم ويقولون نعرف، ويتجاهلون ما أقوله.

خلاصة الموضوع أني أصبحت لا أطيق سماعهم أبدا، وللأسف أمي أيضا اصبحت لا أطيق سماعها بسبب أفكارها المتتالية، وبدون تخطيط، وتستشيرني وتهمل استشارتي، وتحدثت معهم كثيرا بهذا الموضوع وبلا فائدة، هل يجوز لي الخروج من المنزل والسكن وحيدا؟

وإذا طلبوا مني طلبا أنفذه لهم وبدون أن أدخل بنقاش معهم أو أقضي وقتي بالمسجد؟ وأذهب للبيت وقت النوم فقط، وأنا هادئ جدا، وأرد بكل هدوء وأسلوب جميل والحمد لله، ولكني أكتم ولا أبين لهم أني غاضب أمامهم، ووالله أني تعبت نفسيا، وأصبحت لا أطيق التحدث، ولا أطيق الجلوس معهم، والخوض في أي نقاش، فما نصيحتكم لي في هذه الحالة؟

وللمعلومية: جميعنا نحب بعضنا في المنزل، ولا توجد مشاكل شخصية بيننا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فؤاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم -يا بني- أن التفاهم والحوار داخل العائلة سبب من أسباب استقرارها. وإذا أردت أن يقتنع الآخرون برأيك فيجب أن تثبت لهم أنك القدوة الحسنة في كل أحوالك وأقوالك، وأن يكون رأيك سديدا مبنيا على علم ومعرفة، وأن يعرض بأسلوب مقنع.

وكونهم يستشيرونك ثم لا يأخذون برأيك يحتاج إلى معرفة السبب، فربما يكون السبب هو ضعف الرأي وعدم صلاحيته للتطبيق. وليس بالضرورة أن يكون تركهم لرأيك بناء على العناد منهم لك أو احتقارك.

لذا أنصحك أن تحسن الظن فيهم، وتبني الثقة في نفسك وتتدرب على التفكير الصحيح، وتتعلم أسلوب حل المشكلات، وتقرأ كثيرا في هذه الموضوعات أو تحضر دورات تدريبة في هذه الأمور حتى تنمي قدراتك وتتخلص من أي قصور فيها.

كما ننصحك بالصبر على أهلك، وعدم تركهم، والابتعاد عنهم، بل حاورهم وناقشهم، ووسع صدرك لما يحصل منهم؛ فأنت رجل البيت، فكيف تتخلى عنهم؟

بل يجب عليك أن تحسن علاقتك بأمك، وكن حريصا على طاعتها والبر بها، وإياك وعقوقها، فهي أمك وطاعتها وبرها حق واجب عليك مهما فعلت فيك، فلا تعاملها بردة الفعل أبدا، فهي ليست زميلا لك أو صديقا، هذه والدتك! وتذكر قول الله تعالى: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما۝واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) [الإسراء: 23-24].

فكيف تقول أنك لا تطيق سماع أمك؟ ما هذا العقوق، وأنت تقول أنك شاب ملتزم؟!! أنسيت أنها حملتك في بطنها تسعة أشهر، وسهرت في تربيتك، وتعبت في خدمتك، حتى صرت رجلا؟ كيف تكره سماع أمك لمجرد أنها لم تأخذ بقولك؟

فإذا أردت رضى الله سبحانه فعليك بإرضاء أمك، وإذا أردت الجنة فعليك بالبر بأمك؛ فإن الجنة تحت قدمها. فالواجب عليك الآن سرعة الاعتذار منها، وطلب رضاها، والتوبة والشعور بالندم على ما فات من تقصير في حقها، والعزم على عدم العودة إليه مع كثرة الاستغفار لعل الله أن يغفر لك ما سلف.

أسأل الله العظيم رب أن يصلح أحوالكم، ويوفقك لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات