لا أرتاح إلى للصديقات اللاتي يكبرنني سنا، فهل الأمر طبيعي؟

0 121

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبحث في كل مرحلة من مراحل حياتي عن صديقة مقربة جدا أستطيع التكلم معها بأريحية مطلقة، ما ألاحظه أن كل اختياراتي كانت لصديقات أكبر مني سنا -قد يصل فرق العمر بيننا 15 عاما-، علما أن علاقتي بأمي وأخواتي ممتازة، ولدي صديقات في مثل عمري، إلا أنني لا أستطيع أن أكون مرتاحة معهن كما أكون مع صديقتي الكبيرة عمرا.

أحب صديقاتي اللواتي هن في مثل سني، وأتصرف تصرفاتهن ذاتها كون أعمارنا متماثلة ومتقاربة، إلا أنني سرعان ما أمل جلساتهن وأحاديثهن، كما أنني أجد نفسي مرتاحة جدا مع صديقتي الأكبر مني بكثير، أستطيع أن أشاركها مشاكلي، علما أنني شخص كتوم ولا يستطيع أن يشارك مشاكله مع أي شخص إلا إذا أحس بالأمان والثقة، وأستمتع بالوقت الذي أقضيه معها، وأحبها أكثر بكثير من صديقاتي اللاتي في مثل سني!

مشكلتي في نظرة الناس لي واتهامهم إياي بأنني على خطأ، وأنه يجب علي أن أصاحب من هن في مثل سني فقط، وبسبب نظرات الناس وكلامهم بدأت أشك أنني فعلا على خطأ، وأن هناك خللا نفسيا لدي.

مجددا تعرفت على إنسانة رائعة، وأحس أنها مناسبة جدا لتكون صديقتي، وعلاقتي إلى الآن بها رسمية جدا، وأواجه صعوبة كبيرة في التعبير عن رغبتي بصحبتها حتى لا تفهمني بطريقة خاطئة -كما يقول الناس من حولي-، كما أنني خائفة من رفضها لصحبتي، فهل هناك حل لهذا؟ وهل أنا على خطأ في اختيار صديقات كبيرات أم أنه أمر عادي؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بداية يجب أن تعلمي أن الصداقة والأخوة في الله يجب أن تكون خالصة لوجه الله مقربة إلى طاعته، وعلى أن تكون بعيدة عن المعاصي والشبهات، وينبغي أن تكون قائمة على التعاون على البر والتقوى، وعليك أن تكون صداقتك مع كل الأخوات قائمة على هذا.

- وكما ذكرت أن من محاسن الصداقة أن تكون الصديقة مشاركة لك في الهموم، وتقدم لك النصح بما ينفع، ولهذا عليك أن تحسني الاختيار للصديقات، ولا مانع أن تكون الصديقة أكبر منك عمرا، بل إنه لو وجد صديقات كبيرات في السن أن هذا أنفع لك لأن لديها خبرة في الحياة أكثر، وفيها رزانة في الأخلاق والتعامل، ولهذا أرجو عدم الالتفات لكلام من يحذرك من مصادقة الكبيرة في السن، فكلامهم ليس مبنيا على أسس سليمة ولا منطقية.

- وأما الصديقة التي تعرفت عليها أخيرا ورأيت أنها مناسبة، وفيها صلاح وتقوى لله، فحاولي ولو بطريقة غير مباشرة أن تتكلمي معها حتى تكون صديقة لك، ولا داع للخوف من أنها قد ترفض ذلك؛ لأن هذا غير وارد، ثم إن رفضت فلا بأس، يمكن أن تبحثي عن أخرى، وستجدينها -بإذن الله تعالى-.

- وأخيرا فإن الطبيعة التي لديك، وأنك تكتمين أسرارك ولا تتحدثين إلا مع من تشعرين معها بالأمان، هذه الطبيعة حسنة، ولهذا ينبغي عليك المحافظة على هذه الطبيعة، ولا تلتفتي لكلام من يعيب عليك ذلك، فإن كل واحد منا ولا شك لديه أسرار وخصوصيات لا يحب أن يطلع عليها إلا من يثق به، والحفاظ على كتمان الأمور هي من وصايا الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات