السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة في السادسة والثلاثين، مررت بمشاكل وضغوط نفسية وتحديات كثيرة جدا، حاولت دائما تحمل الأمور ولكنني مؤخرا انهرت تماما وانعزلت، ووجدت في الانعزال راحة لا تتناسب مع واقع حياتي، فأنا عاطلة وأحتاج للبحث عن عمل، ولكن مع كل المشاكل التي مررت بها أشعر باليأس، وفقدت الرغبة في أي شيء في الحياة، وأشعر أحيانا وبدون أي مقدمات بأنني أتنفس بعمق وثقل شديد، كأن هناك شيئا يجثو على صدري، حزينة دائما.
أساعد نفسي بالقراءة، ولكنني لا أستطيع أن أخرج من هذه الحالة، ولا أشعر بطعم الحياة بتاتا، سمعت عن دواء البروزاك، وقرأت عن حالات أشخاص يعانون تماما مما أعاني منه، وقالوا أنه أنقذهم، فرحت بهذا، فهل أستطيع استخدامه، أنا أعاني من اكتئاب مزمن وقلق ووسواس قهري.
أتمنى مساعدتي فأنا لا أستطيع مراجعة الطبيب النفسي، وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديمه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالضغوط النفسية أو أحداث الحياة التي يتعرض لها الشخص وتؤثر عليه وتؤثر في قدرته على المقاومة، وبالتالي تحدث له إحباطا وأعراض اكتئابية، علاجها الأساسي هو علاج نفسي -يا أختي الكريمة-، علاج نفسي من خلال جلسات نفسية لمساعدتك في الأول في التحدث وتفريغ ما بداخلك، وهذا في حد ذاته يساعدك مساعدة كبيرة، طالما أنت الآن لا تستطيعين الذهاب إلى طبيب نفسي، فالبروزاك لا بأس به، هو مضاد للاكتئاب في المقام الأول من فصيلة الأس أس أر أيز، وآثاره الجانبية قليلة، ولا يحدث إدمان أو أي شيء من هذا القبيل.
يمكن أن تجربيه كبسولة يوميا 20 مليجراما، ولكن اصبري عليه، لأنه يحتاج ستة أسابيع أو شهرين حتى يحدث مفعولا، وبعد ذلك يجب الاستمرار عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم يمكن التوقف عنه بدون تدرج.
الشيء الآخر طالما أنت أيضا لا تستطيعين الذهاب إلى طبيب نفسي ولكن مع البروزاك إذا استطعت أن تتواصلي مع معالج نفسي يكون أفضل، وإلا فإذا كان عندك صديقة تثقين فيها فالتحدث أيضا مع صديقة عن مشاكلك، هذا يساعد كثيرا في التخفيف عن نفسك، مع الاستمرار في البروزاك -يا أختي الكريمة-.
وفقك الله وسدد خطاك.