السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أم لثلاثة أبناء ولد وبنتان، وأريد أن أعرف كيف أربيهم التربية الصحيحة وأنمي فيهم الصدق والأخلاق؟ وما هي السبل والطرق التي أستخدمها معهم بما أنهم ما زالوا صغارا، الأكبر منهم عمره سبع سنوات؟ وأؤكد هنا أن والدهم لا يشاركني في تربيتهم لمشاغله، فهل أوفق في تربيتهم وحدي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم جويرية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فزادك الله حرصا ورغبة في الخير، وشكرا لك على هذا الاهتمام والسؤال، وبشرى لأطفالك ولزوجك بامرأة تحرص على أن تقوم بدورها في رعاية الأبناء وتلك أشرف المهام التي يمكن أن تؤديها المرأة وتنال بها أرفع الدرجات، ولا يخفى عليك حديث أسماء بنت يزيد خطيبة النساء عندما جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في جمع من أصحابه فقالت: (يا رسول الله إن الله رب الرجال ورب النساء، وإن الرجال إذا ذهبوا للغزو نالوا كذا وكذا، ونحن قعيدات في البيوت، فمالنا يا رسول الله؟ فحسن النبي صلى الله عليه وسلم كلامها وتعجب من جمال أسلوبها وحسن سؤالها ثم قال لها: اسمعي وأخبري من وراءك من النساء بأن حسن تبعل إحداكن لزوجها وقيامها بحقه يعدل ما هناك، وقليل منكن تفعله).
ولا شك أن رعاية الأبناء من حقوق الزوج، ومن أوامر الشريعة للمرأة وللرجل على السواء، وكلنا راع ومسئول عن رعيته.
وأرجو أن يقتطع الرجل من وقته لأهله وعاليه، خاصة في المرحلة القادمة، فإن الأطفال إذا كبرت سنهم زادت حاجتهم لأبيهم، ولا تكتمل التربية إلا بوجود الأب مع الأم، وحاجة الأطفال إلى عطف واهتمام لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب.
ومما يساعدك بعد توفيق الله على النجاح في تربية أولادك ما يلي:-
1- أن تحفظي سمعهم عن الشرور وأعينهم عن القبائح.
2- أن يجدوا فيك الاهتمام بالصلاة والقرآن مع ضرورة تعليمهم للقرآن؛ لأنه يرسخ العقيدة.
3- الاتفاق على منهج موحد للتربية بينك وبين والدهم.
4- إذا وجدت خصومات بينك وبين زوجك يجب أن تكون بعيدا عن أعينهم وآذانهم.
5- أن تحرصي على العدل بينهم.
6- عليك بمنحهم جرعات كافية في العطف والحنان مع الحرص على الاعتدال في ذلك والمساواة بينهم في القبلات واللمسات والاهتمامات.
7- احرصي على اكتساب مهارات في التربية الإسلامية وذلك بالاستماع لأشرطة العلماء وقراءة الكتب المختصة بهذه القضية.
8- لا تهملي أسئلتهم وإن كثرت فإنها دليل على النبوغ، وقد يعبر بها الطفل عن بعض المخاوف، فلابد أن نشعره بالأمن والاهتمام.
9- لا تكثري من عقوبة المخطئ، وإن اضطررت لذلك فلابد من مراعاة الخطوات التالية:-
1- التغافل -2 التعليم -3 التنبيه -4 التعنيف -5 تعليق السوط -6 التهديد -7 - استخدام العصا، وهذا وفق الضوابط التالية:-
أ- أن يعرف الطفل سبب العقوبة.
ب- أن تكون العقوبة على قدر الذنب.
ج- في حالة استخدام العصا أن يكون عمره قد بلغ عشر سنوات.
د- تجنب الضرب في الأماكن الحساسة.
هـ - عدم اتخاذ الضرب عادة.
و- ألا يصاحب الضرب تجريح وشتم.
ز- أن يكون بعيدا عن الأخوات والزملاء والجيران.
ي- أن نتوقف عن الضرب إذا هرب أو بكى لأن القصد هو التأديب وليس الانتقام.
10- احرصي على أن يكونوا في صحبة الأخيار، وأن يكونوا في أعمارهم وسنهم، وأن تكون الصداقة تحت أعينكم.
11- أبعدي عنهم وسائل الإفساد مثل قنوات الشر والفسوق والعصيان.
12- أكثري من الدعاء لهم واختاري أوقات الإجابة.
13- كوني بارة بوالديك معاونة للمحتاجين، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.
14- عندما يحدث بين أطفالك شجار عليك بفك الاشتباك دون الوقوف مع أحدهم، ويفضل عند ذلك شغلهم بأمر مفيد حتى ينسوا ما بينهم من خصومات.
15- صححي نيتك وأصلحي عملك، فإن للحسنة ضياء في الوجه وسعة في الرزق وصلاحا في الذرية.
16- عليك بتربيتهم على مراقبة الله، وليس على مراقبة الناس.
17- اعرفي خصائصهم العمرية وتعاملي معهم على ذلك الأساس، فكثرة اللعب، والعناد من خصائص الطفولة الباكرة.
18- مريهم بالصلاة لسبع وكرري الأمر بها دون ملل لمدة ثلاث سنوات ثم اضربيهم عليها بعد ذلك.
19 – ربيهم على الصدق والوضوح وأحسن من قال: (لاعب ابنك سبعا وأدبه سبعا واصحبه سبعا... ).
والله ولي التوفيق والسداد!