السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع لما فيه من إفادة وراحة نفسية.
أصابني سابقا ومنذ عشر سنوات ( قولون عصبي)، وما يرافقه من خوف و انتفاخ البطن، فذهبت لطبيب ووصف لي دواء ( تربتيزول) -والحمد لله- تعافيت من هذا المرض.
منذ شهر أصابني صداع حاد استمر لأيام، عندما ذهبت للطبيب قال لي إنه صداع (توتري)، وأنصحك بالعودة لـ ( تربتيزول)، فعلا رجعت أتناوله وتحسنت –الحمد لله- ولكن الذي أصابني منذ أيام أنني أفقد التركيز بأي شيء ( القراءة، التلفاز، الحديث مع شخص، أو هاتفيا)، ولا أعلم أين يذهب تركيزي! وأنا أعيش وحيدا؛ لأنني مسافر عن أهلي.
ذهبت إلى طبيب نفسي فقال لي: توقف عن (تربتيزول)، وتناول دواء (سيرترالين)، وابدأ بـ50 ملغ لثلاثة أيام، وبعدها 100 ملغ، وراجعني بعد أسبوعين.
أنا خائف جدا من هذه الحالة أكثر من أي شيء سابق، أخاف أن تستمر طوال عمري، أو أن تتطور -لا قدر الله-، فأنا لا أستطيع أن أركز، ولا أبتسم إلا مجاملة، محبط فعلا من هذه الحالة.
أرجو مساعدتكم ونصيحتكم لي عن هذا الدواء، هل سيشفيني -بإذن الله طبعا- من هذه الحالة؟
والسلام عليكم ورحمة الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mouaaz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تعاني من أعراض قلق وتوتر بدرجة كبيرة، وحتى القولون العصبي قد يكون عرضا من أعراض القلق والتوتر، وذكرت أنك طبعا كنت تعاني من الخوف والصداع التوتري، وكل هذه هي أعراض للقلق والتوتر.
أخي الكريم، التريبتزول من حبوب الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وهو مهدئ، ويساعد في النوم ويفتح الشهية، ولكن مشكلته الأعراض الجانبية الكثيرة، وبالذات إذا زادت جرعته مثل جفاف الفم وانخفاض الضغط وهكذا.
ولذلك أرى أن الطبيب حوله إلى السيرترالين لهذا السبب؛ ولأنه كان يريد أن يزيد الجرعة بما أنه ظهرت لك أعراض أخرى مثل عدم التركيز وهلم جرا، ولذلك فضل أن يحول التريبتزول إلى السيرترالين؛ لأن آثاره الجانبية قليلة، ويمكن ضبط الجرعة التي يحتاج إليها الإنسان، وهذا ما فعله معك من 50 مليجرام إلى 100 مليجرام.
الشيء الثاني: أنه قد وجد أنك قد تحتاج بعد أن تتعافى بإذن الله من الأعراض أن تستمر في العلاج لفترة من الوقت حتى لا تعود الأعراض مرة أخرى وتحصل لك الانتكاسة مثل ما حصلت، وبإذن الله السيرترالين علاج فعال للقلق والتوتر والاكتئاب، ويحتاج إلى 6 أسابيع إلى شهرين حتى يأتي مفعوله وتزول هذه الأعراض، وبعد ذلك يا أخي الكريم تحتاج أن تستمر فيه لفترة لا تقل عن 6 أشهر، وقد تمتد إلى أكثر من ذلك خوفا من حدوث انتكاسة، -وإن شاء الله- بعد التوقف منه لا تعود إليك الأعراض مرة أخرى إذا أخذته بالجرعة المناسبة ولفترة من الزمن معقولة.
وفقك الله، وسدد خطاك.