السؤال
السلام عليكم..
أمي في العقد الخامس من عمرها، وقد انقطعت عنها الدورة الشهرية منذ سنتين تقريبا، أصابتها إفرازات شفافة، وقامت الطبيبة بعمل تحاليل ومسحة وسونار داخلي وخارجي للرحم، كانت سماكة الرحم جيدة والحمد لله، ولا يوجد أي نشاط هرموني، والإفرازات كانت بكتيرية، فوصفت لها الطبيبة مضادا حيويا عن طريق الفم، وافوسين " كريم أو دش مهبلي "، وفي اليوم السادس والأخير من العلاج من استخدام الافوسين رأت أمي القليل من الدم، فما سببه على الرغم من أن كل تحاليل الرحم لديها سليمة والحمد لله؟
أرجوا أن تطمئنوني فأنا قلقة جدا جدا، وخائفة على أمي. وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ miss حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك اهتمامك بوالدتك الفاضلة وحرصك على صحتها، جعل الله عز وجل عملك هذا وبرك بها في ميزان حسناتك يوم القيامة.
إن أي إفرازات غير طبيعية أو أي دم تشاهده السيدة بعد سن انقطاع الدورة يتطلب عمل استقصاءات دقيقة للرحم وعنق الرحم والمبيضين؛ وذلك لنفي أي أسباب خفية كالالتهابات أو الأورام فيها –لا قدر الله- ورغم أن المضادات الحيوية والكريمات المهبلية قد تكون هي سبب نزول الدم عند والدتك، إلا أنه يجب الحذر دوما وعدم افتراض بأنها هي السبب الوحيد، لذلك وقاعدة عامة -يا ابنتي- أقول لك:
لا يكفي عمل التصوير التلفزيوني في مثل هذه الحالات, بل يجب عمل مسحة خلايا من عنق الرحم, مع عمل تنظيف للرحم وقناة عنق الرحم، مع أخذ عينات منها ثم إرسال كل هذه العينات إلى المختبر النسجي لفحصها والتأكد من سلامتها.
إذا تم عمل تنظيف مع وأخذ عينة من باطن الرحم، ومن قناة العنق، وتبين بأنها سليمة, فهنا يمكن الاطمئنان تماما والقول بأن سبب نزول الدم عند والدتك هو بسبب الدواء أو الكريم المستخدم, وفي مثل هذه الحالة لا ضرر من نزول هذا الدم, لكن يجب التوقف عن استخدام الكريم, والاكتفاء بتناول الحبوب فقط, ثم بعد الانتهاء من العلاج يجب عمل فحص جديد للمهبل وذلك للتأكد من شفاء الالتهابات بإذن الله تعالى.
إذا وباختصار- يا ابنتي- أنصح بأن يتم عمل تنظيف أو كحت لباطن الرحم وعنق الرحم, وإرسال العينات إلى المختبر النسجي، فهذه خطوة يجب عملها في كل حالات النزف بعد سن انقطاع الدورة كنوع من الاحتياط.
أسأل الله عز وجل أن يديم عليك وعلى والدتك ثوب الصحة والعافية دائما.