هل يسبب علاج الزيلاكس الهوس؟

0 160

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأمر الأول: أصبت بالوسواس القهري الشديد في الصلاة، والطهارة، والنظافة، والدراسة وعمري 12 سنة، ولازمه اكتئاب، تحسن الوسواس في عمر 17 سنة، ولكنه لازال مزمنا بصورته الخفيفة، يتحسن بين فترة وفترة ويعود بمشاريع وهيئات جديدة في كل مرة مع بعض الظروف، وأكثر ما أعانيه الآن الطهارة من النجاسة وتكبيرة الإحرام، وأثناء القراءة حيث تنعاد علي الكلمات والحروف بشكل قهري مع قلة تركيز وثقل في القراءة.

قررت الذهاب للطبيب النفسي في هذه السنة، بسبب نوبة بكاء وعصبية شديدة لظرف ما، استمرت خمسة أشهر متواصلة تسببت في تدهور نفسيتي وتركيزي وصحتي.

شخصني الطبيب بالاكتئاب، وصرف لي دواء زيلاكس 10 جم حبة يوميا، استعملته لمدة شهرين وزيادة، وسبب لي هوسا خفيفا بعد 7 أسابيع من الاستعمال لمدة 3 أسابيع، فأوقفه الطبيب وكتب في التشخيص: هوس خفيف بسبب الزيلاكس وقال: لا يناسبك، بعض المرضى لا يناسبهم ولم أفهم قصده.

وصرف لي بديلا عنه دوجماتيل 200 جم، وقال لي سيرجع مزاجك للطبيعي -بإذن الله- واستعمليه إلى أن تتحسني، استعملته شهرا ونصف، أزال الهوس والتوتر والعصبية، لكنه أعاد الاكتئاب، ومن آثاره المزعجة تصلب أو تيبس العضلات مع ثقل الجسم، تنميل بالجسم، وبطء الحركة، تأخر الدورة الشهرية لأول مرة 21 يوما، ووزني زاد بشكل مفرط.

سؤالي: هل الهوس بسبب الزيلاكس يعتبر أثرا جانبيا مؤقتا، وقد يحدث لبعض مرضى الاكتئاب أحادي القطب؟ أو لأن عندي قابلية للاضطراب ثنائي القطب وتصادف مع الدواء فحدثت نوبة الهوس؟ مع العلم لم يسبق لي الهوس، وإنما فقط مزاجي طول حياتي متقلب ما بين الطموح العالي في أول اليوم والتحطيم والكآبة في آخره مع استحواذ الاكتئاب غالبا.

الاكتئاب عندي أكثر ما يؤلمني في عضلاتي وجسدي، ولولا هذا الألم لصبرت ولم أستعمل الأدوية، وهل أنا ممنوعة من مضادات الاكتئاب؟ ولماذا صرف لي دوجماتيل بدلا من أن يبدل زيلاكس بمضاد اكتئاب آخر؟ تأتيني حالات من الضيق أتمنى معها الرجوع إلى زيلاكس حتى أتحسن.

الأمر الآخر: أعاني من تململ حركي وتنميل في الأطراف بالذات في الساق والقدم منذ 10 سنوات قبل استعمال الأدوية، خاصة في قاعات الدراسة وخارج المنزل بشكل مزعج وملفت، مع تثاؤب متكرر ودموع من العين، وإرهاق وإعياء، وأثناء انتظار النوم في الليل لدرجة أني أخلد للنوم بصعوبة رغم النعاس الشديد، ما سببه؟ وعلاجه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحاب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعا الوسواس القهري مرض في حد نفسه، ولكن أحيانا قد يكون مصاحبا بمرض الاكتئاب، أو قد يؤدي لمرض الاكتئاب، وأحيانا مرض الاكتئاب نفسه قد يكون به أعراض وسواسيه كجزء من الاكتئاب النفسي ولا تكون مرضا في حد ذاتها.

أما بخصوص الزيلاكس أو استالبرام الذي أخذت فهو طبعا مضاد للاكتئاب من فصيلة الأس أس أر أيز، وأحيانا من أعراض أو من الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب أن يتحول الاكتئاب إلى نوبة هوس خفيفة، وتفسيرها هنا صعب، بعض الناس يقولون هذا أثر جانبي من مضادات الاكتئاب، وبعض الناس يقولون إن هؤلاء الأشخاص أصلا عندهم قابلية ولديهم اضطراب وجداني ثنائي القطبية، وكل ما فعله مضاد الاكتئاب أنه حول الاكتئاب إلى نوبة هوس.

المهم العلاج وهو أن يوقف مضاد الاكتئاب طالما حصلت نوبة هوس، وأحيانا بمجرد إيقاف مضاد الاكتئاب يرجع الشخص لحالته الطبيعية في خلال أسبوعين، ولكن بعض الأطباء قد يعطون مثبتا للمزاج، وهذا ما فعله الطبيب عندما أعطاك التجردتول طبعا وهو مثبت للمزاج، وإن كان ليس من مثبتات المزاج القوية الآن، فهو يأتي بعد الليثيام والصوديومفالبريك، وحتى بعض الناس يقولون إن اللامتروجين أحسن منه، طبعا لكل طبيب طريقته في العلاج، ولا أدري لماذا لم يعطك مضاد اكتئاب مرة أخرى بعد أن تحسنت حالة الهوس، وطبعا هناك اختلاف وسط الأطباء حتى في علاج الاكتئاب الذي يكون عادة جزء من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، فبعض الأطباء يقولون إن الأصل هو أن يعطى الشخص مثبتات للمزاج، طالما كان المرض اضطرابا وجدانيا ثنائي القطبية، ولا يعطى مضادات الاكتئاب، وبعضهم يقولون: يمكن أن يعطى مضاد اكتئاب، ولكن بحرص شديد وبمراقبة.

على أي حال: معظم الناس يجمعون على أن مضاد الاكتئاب المناسب في هذه الحالة هو الفلوكستين، كبسولات، المهم -يا أختي الكريمة- لا بد من مراجعة الطبيب وبالذات في مثل هذه الحالات، فهو الذي يستطيع أن يقرر في النهاية إذا كانت هذه النوبة ناتجة من مضاد الاكتئاب أو جزءا من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، ولك الحق في أن تسأليه وتطلبي منه أن يشرح لك بالتفاصيل ما هي المشكلة التي تعانين منها، وتشاركي في وضع الخطة العلاجية مع الطبيب.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات