أتحسر على الماضي وأعيش في اكتئاب لما يصيبني.. أرشدوني

0 86

السؤال

بعض المرات أجيد التعبير عن نفسي إلى درجة الفصاحة (الوالد رحمه الله مدرس للغة العربية لمدة 35 سنة )، وبعض المرات لا أعرف كتابة سطرين، بعض المرات أكون متقد الذكاء جدا، وأركز في أدق التفاصيل، وأحيانا عندما أسرح أغفل تماما أصعب الأمور، وأخرى أسهلها إلى درجة الإهمال.

أحب رسم المكعبات المجوفة والأسهم والمعادلات والدوائر المغلقة وفي الفترة الاخيرة أرى مثلثات صفراء قائمة الزاوية في كل مكان، أحب الجلوس في الحدائق وأمام البحر وحدي لا أتحمل الضوضاء أبدا.

أكتب في كلتا يدي اليمين واليسار، وأتخيل المثلثات بأنواعها في كل ما أرى.

محبط تماما، وأكثر نومي هذه الأيام هو للهروب، عملت مقياس بيك للاكتئاب في الانترنت، ويقول إن لدي اكتئابا تارة، وأخرى يقول ليس في شيء، لا أستقر في عمل وأمل بسرعة ولا أقدر أن أتحمل شيئا – مزاجي حساس جدا، الأكل والشرب ما له طعم مللت من الأكل والشرب، نأكل للأكل، أحس أننا عبارة عن آلات ميكانيك بدون روح، حياتنا روتين قاتل.

صرت أتحسر على الماضي، وأعيش فيه، ودائما أقارن بينه وبين الوضع الآن وحالي الآن وينكسر خاطري على نفسي، أعيش دوامة قهر وإنكسار.

كل أصدقائي يقولون أنت عندك مؤهلات، لكنك محطم نفسيا وتنظر للأمور بنظرة سوداوية، كل العائلة الكريمة كلما ننصح شخصا بنصائحنا يتبعها وينجح إلا نحن، نحن وجه خير على الكل إلا أنفسنا، شهاداتنا عالية، لكن بالكاد نعيش، كاملين والكامل وجهه لكن الحظ رديء مرة.

أعيش عالم الأحلام كثيرا، وأحب الجلوس في البحر، وفي الحدائق وفي المسجد لوحدي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رجل من زحل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لابد أنك تعاني من شيء ما في المزاج، وبالذات الاكتئاب، والاكتئاب طبعا قد يشتد في فترات، وقد يتحسن في فترات، بعض الأحيان يكون الشخص مكتئبا جدا، وتمر عليه بعض الأيام يزول الاكتئاب ويحس بأنه طبيعي، وهذا يرتبط أيضا بالتعبير عن النفس، فعندما يكون الشخص مكتئبا لا يستطيع التعبير عن نفسه، وأداؤه ينخفض بدرجة كبيرة، ولكن عندما يزول الاكتئاب يتحسن، والاكتئاب يؤدي أيضا إلى الانعزال عن الناس، ومحاولة اللجوء إلى الطبيعية والجلوس أمام البحر لمحاربة الشعور بالقلق والتوتر الذي يكون داخل الشخص.

أما بخصوص مقياس بيك: فهو طبعا ليس تشخيصيا، ولكن عندما يكون طبيعيا - كما ذكرت - قد يكون هذا في الفترات التي تقل فيها درجة الاكتئاب بشكل كبير.

لا أدري ما هي المشاكل في العائلة، ولكن أيضا قد يكون كثير من أفراد عائلتك يعانون، ولذلك لا تبرز إنجازاتهم، وهذا ما حصل معك، فأنصحك - أخي الكريم - بمقابلة طبيب نفسي لإجراء مزيد من الفحص النفسي لك، وعمل كشف للحالة العقلية عن طريق المقابلة المباشرة، ومن ثم الوصول للتشخيص الدقيق لحالتك، وبعدها يتم وضع الخطة العلاجية، إما علاجا بالدواء أو علاجا نفسيا، أو بالاثنين معا.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات