عدم القدرة على دفع الشاتم

0 423

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف أتصرف مع من ظلمني وأنا شخصيتي ضعيفة، ولا أستطيع الرد عليها، وهي سليطة اللسان، وشخصيتها قوية ولكنها ليست على حق، وأنا صاحبة الحق.

أنا إنسانة مستقيمة في ديني وأخلاقي، وكنت ناجحة جدا في عملي وأخذت شهادة تقدير من المدير في الأشهر الثلاثة من عملي، وأخذت درجة بالاختيار من المراقب ومسئولي المباشر في الثلاث السنين الأولى لأنني ـ والله ـ مخلصة في عملي، أخاف الله ثم المسئولين، وكانت علاقتي مع زميلاتي جدا قوية ويحترمنني كثيرا.

وفي يوم أصبح خلاف بيني وبين زميلة لي في العمل؛ وحيث هي لا تخاف الله، ظلمتني في أخلاقي، لم توجه الكلام مباشرة ولكنها كانت تتحدث مع الأخريات من ورائي، وعندما آتي إلى القسم كانت ترمي الكلام وتغيرت نظرة الزميلات إلي إلا طبعا زميلاتي القريبات لأنهن واثقات مني، ومنها بدأت أشعر بعدم الثقة بنفسي وأخاف من الناس لأنني فقدت الثقة ولم أستطع حل مشكلتي معها لأنني لا أملك لسانا وشخصيتي ضعيفة، ولم أستطع الجدال معها لأنني ـ والله والله والله ـ بريئة من التهمة.

وسوف تكون صعبة على أهلي تلك المسألة؛ لأنني أنا أرفع من أن أتهم بذلك فقررت ترك العمل لأنني لا أستطيع التحمل، وأصبحت لا أنام الليل، وكثيرا ما أشرد وأفكر، ودائما حزينة ومهمومة، وفقدت الثقة بنفسي ومن حولي، وأخاف مواجهة الناس فأرشدوني جزاكم الله ألف خير، وجعل عملكم هذا في موازين أعمالكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يزيدك حسن خلق، وأن يدفع عنك كيد الكائدين، وأن يوفقك لتقوية شخصيتك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما حدث معك من اعتداء هذه الأخت عليك، ومحاولتها تشويه صورتك وتدنيس سمعتك، هو بلا شك نوع من الظلم الذي لا يرضاه الله تعالى، فهو سبحانه لا يحب الظالمين، وحرم الله الظلم على نفسه وغيره، وتأكدي من أن الله لن يضيع حقك، فدعوة المظلوم مستجابة، ولقد وعد الله بنصر صاحبها، حيث قال في الحديث القدسي: (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا، فتأكدي من ذلك، واعلمي أن المسألة مسألة وقت فقط، وإذا لم تتوقف عن ظلمها لك، فلابد أن يعاقبها الله عقابا شديدا، إلا أنني أعتب عليك تركك للعمل، فهذا انسحاب غير مشرف، وكأنك تؤكدين التهمة على نفسك، لذا أنصحك بضرورة العودة فورا إلى العمل، وممارسة حياتك بشكل طبيعي جدا، خاصة وأنك إنسانة ناجحة، والأمة في حاجة إلى أمثالك، والمسئولون يقدرون جهودك، ولعل هذا هو سبب حقد هذه الزميلة عليك، فلا تلق لها بالا ولا لغيرها ممن يسير في ركبها، واستعيني بالله، وعودي إلى عملك فورا، ومن حقك أن تدعي عليها، أو على الأقل تقولين: (اللهم انتقم لي ممن ظلمني) ومن حقك أن تسامحيها وأن تعفي عنها، فالكاظمين الغيط والعافين عن الناس من أهل الجنة، ومن أحب عباد الله إلى الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، وقوة الشخصية، والسعادة والاستقرار.

مواد ذات صلة

الاستشارات