السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 21 سنة، أعاني من fibromyalgia ونقص فيتامين دال حيث أن نسبته (12)، ومشكلتي أني توقفت عن الذهاب للجامعة منذ سنتين، حيث كنت اجتماعية جدا، وعضوا في اتحاد الطلاب، وعضوا في أسر طلابية، كنت مؤثرة جدا حيثما تواجدت، وكل ذلك انتهى بسبب الآلام الجسدية والنفسية.
ليس لدي قابلية لفعل أي شيء، اعتقدت أن السنتين فرصة لمراجعة نفسي وحساباتي وحياتي واعتقاداتي وعلاقتي مع الله، لكني لا أخطو أية خطوة نحو تغيير نمط حياتي، ولا أعرف ما السبب؟
أنا أعرف الحق وأراعي ضميري، وأحب الله كثيرا، لكني لا أقترب ولا خطوة، وإن فعلت وبدأت أشعر أني بين يدي الله وأنا أصلي، لا أعرف ما الذي يحصل؟ فأعود للتقصير، والبعد عن الصلاة.
أحب دراستي الهندسة المعمارية، وأريد تنمية مداركي ومواهبي، لكني لا أسعى لذلك، فلا أقرأ الكتب، ولا أشاهد الأفلام الوثائقية، ولا أعرف الحاجز الذي يمنعني.
أصبحت لا أريد إكمال العلاج الدوائي، ولا الذهاب للعلاج الطبيعي، ولا تغيير نظامي الغذائي، حيث لا آكل الآن سوى الحلوى، ولا أريد العودة لزملائي أو أصدقائي، أو التحدث معهم، أهملت كل شيء، نفسي وحياتي وآخرتي، فما السبب؟ وما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رضوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تشخيص الـ (fibromyalgia) أحد التشخيصات الواهية والتي ليس لها محددات معيارية دقيقة، لكن أنا لا أنكر وجودها، أعرف أنها موجودة كتشخيص، لكن في بعض الأحيان قد تختلط الأمور، وكثير من الحالات التي شخصت أنها (fibromyalgia) لم تكن هكذا.
عموما أريدك أن تواصلي وتتابعي طبيبا يكون متخصصا في أمراض الروماتيزم، هم أفضل الأطباء الذين يعرفون هذه الحالة.
بالنسبة لفقدان الدافعية التي تعانين منها وأنك لا تستطيعين أن تأخذي المبادرات والتكاسل الذي يهيمن على حياتك: أعتقد أن الجانب الاكتئابي قد يلعب دورا في ذلك، لأن الـ fibromyalgia في أصلها في بعض الأحيان يكون هنالك نوع من عسر المزاج الذي يفقد الإنسان الدافعية لعمل الأشياء، ولذا وجد أن مضادات الاكتئاب، خاصة العقار الذي يسمى (ديولكستين) هذا مسماه العلمي واسمه التجاري (سيمبالتا)، هو من الأدوية الجيدة، ولذا أنا أريدك أن تتواصلي مع طبيب نفسي (أيضا) أو مع طبيبك؛ لأن هذا الدواء معروف، ويجب أن يتم وصفه بواسطة طبيب.
عليك أيضا أن تلتزمي التزاما قاطعا بما ذكر لك حول التمارين الرياضية، التمارين الرياضية تعتبر علاجا أساسيا للـ fibromyalgia، وهنالك الآن دراسات تشير أن الاستفادة من البكور – من الصباح الباكر – هي من الأشياء التي تؤدي إلى تحسن كبير جدا في مثل حالتك، فأرجو أن تستفيدي من هذا الوقت.
وعليك أيضا بالعزيمة والتصميم في فعل الأشياء، وبعد الاستعانة بالله تعالى استعيني بصديقاتك وبقريباتك لإكمال الأشياء والبدء بها بالصورة الصحيحة حتى تكون النهايات صحيحة.
عليك بالتواصل الاجتماعي الممتاز، وبر الوالدين قطعا هو أحد العوامل الأساسية التي تؤدي إلى الاستقرار النفسي، فاحرصي على ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.