السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 27 عاما, عانيت طوال حياتي من لثغة حرف الراء, منذ سنتين فقط تمكنت من نطق الراء بشكل متكرر وسليم -بفضل الله-, ولكنني أحاول منذ سنتين أن أدخل حرف الراء بالكلام ولم أتمكن بشكل كامل، ولا زلت أعاني من المشكلة.
في الحقيقة لا أعلم أين هي المشكلة؟ هل هي من طول لساني، أو أنها بسبب ضعف عضلات اللسان، أو بسبب جهل المخرج الصحيح لحرف الراء؟ علما أني أستطيع نطقه منفردا من جميع مناطق تلامس اللسان مع سقف الحلق.
أفيدوني رجاء، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكما تعرف أن هذه اللثغة وهذا التلعثم في نطق بعض الحروف شائع وموجود، وأسبابه كثيرة، البعض يعتقد أن الأمر أصلا هو أمر تعودي منذ الطفولة المبكرة، وأن الحرف لم ينطق بصورة صحيحة، لذا حدث ما حدث، والبعض يرى أن وضع عضلات اللسان وحركته قد تكون أيضا سببا، كما أن بعض الناس يكون لديهم حركة اللسان ليست فيها الحرية التامة، أو يكون اللسان مربوطا ربطا بسيطا في الجدار الأسفل، وهذه الحالة تصحح، أي الحالة الأخيرة، بواسطة عملية جراحية بسيطة جدا، لكن هذه العملية يجب أن تكون في الطفولة المبكرة قبل عمر الخمس أو ست سنوات، وإذا كانت بعد ذلك قد لا تفيد كثيرا.
عموما أنا أريدك أن تقابل طبيبا مختصا في النطق، هذا –يا أخي أفضل– وسوف يقوم بفحصك تماما، وسوف يناقش معك هذا الأمر، وقطعا سوف يرشدك للتمارين الإرشادية، لكيفية إخراج الحروف، وخاصة حرف الراء.
وأنا من جانبي أنصحك وأوجهك بأن تتخير كلمات تبدأ بحرف الراء، وأخرى تنتهي بحرف الراء، ومجموعة ثالثة من الكلمات يكون حرف الراء فيها منتصف تلك الكلمات، تختار كلمات مثلا خمسين كلمة من كل نوع، وتكررها بصوت مرتفع، وتحاول أن تدخلها في جمل، وعود نفسك –أخي الكريم– أيضا أن تربط ما بين النطق والتنفس، لأن أخذ نفس عميق قبل بداية الكلام هذا أيضا يساعد كثيرا، فحاول مثلا أن تأخذ نفسا عميقا، وبعد ذلك مباشرة انطق حرف الراء عدة مرات (را، را، را، را) وهكذا.
هذه كلها -إن شاء الله- وسائل وسبل تساعد، كما أن التجاهل وعدم الاهتمام بالأمر أيضا هو نوع من العلاج، و-إن شاء الله تعالى- هذه ليست علة، ولا أريدها أبدا أن تكون وصمة في حياتك، واسأل الله تعالى –أخي الكريم– أن يحل العقدة من لسانك، ويسهل أمرك، كما دعا بذلك موسى عليه السلام، فقال: {رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي}.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.