السؤال
السلام عليكم..
منذ 6 أشهر تأتيني أعراض غير متناسقة مع بعض، يأتيني ارتفاع في ضغط الدم مع أن عمري 19 عاما، بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة ألاحظ صداعا، وجفافا في الفم، وخفقانا في القلب لا يميل لخفقان الخوف، وثقلا في العينين.
هذه الحالة متكررة يوميا، وأحيانا تهدأ بالمسكنات، وأحيانا لا، ولا يوجد قيء نهائيا، وأحيانا يورم جفن العين بشكل بسيط وسرعان ما يعود لحالته الطبيعية، الصداع نوعه واحد لا يتغير، وهو ألم في الجبهة وأخذ العين معه في الألم، وشعور بالضغط جدا في الرأس.
ذهبت لطبيب جيوب أنفية، أعطاني مضاد التهابات، وبعد أسبوع قال لي أنت سليم، عندما أذهب لطبيب باطني يعطيني مهدئات ومضادات اكتئاب، ولا يصدق أعراض ارتفاع ضغطي اليومي، وأنا أخشى تناولها صراحة.
ألاحظ أيضا أن أحيانا ما تهدأ هذه الأعراض في الليل، وتشتد جدا بعد الاستيقاظ مباشرة من النوم، كما أني أعاني من انغلاق في إحدى فتحتي الأنف بشكل مزمن، أحيانا اليمنى وأحيانا اليسرى، لكن لا تؤثر على تنفسي، ولاحظت أيضا ارتعاشا بسيطا في اليد واللسان.
أتناول مسكن الصداع منذ فترة طويلة بجرعة حبة يوميا، لا أزيد عنها، ما تشخيص هذه الأعراض؟ أرجوكم، وما علاقتها ببعض؟ وهل الصداع المتكرر يوميا وضغط الرأس والعين وظهوره بعد الاستيقاظ مباشرة يدل على ورم دماغي مثلا؟ مع أنني أنام جيدا وآخذ ساعاتي الكافية.
كذلك أعاني من هالات سوداء بسيطة تحت العين، وأقيس السكر أحيانا أجده طبيعي، ضغطي 140- 90، 150-90 بعد الاستيقاظ، وأنا نحيف الجسم، وزني 50، ليس لدي دهون.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يعود سبب الصداع في حال عدم وجود فقر دم أو ضعف في حدة الإبصار أو عدم أخذ قسط كاف من النوم إلى انسداد الأنف، حيث أن احتياس الهواء في الجيوب الأنفية نتيجة وجود حساسية في الأغشية المخاطية المبطنة للأنف يؤدي إلى الصداع الأمامي frontal headache ويزيد ذلك الصداع عند السجود في الصلاة.
ومما يساعد في علاج حساسية الجيوب الأنفية التعود على الاستنشاق بالماء المالح عدة مرات يوميا، مثل الوضوء تماما وفي وقته عن طريق إذاب ملعقة صغيرة من الملح على كوب من الماء لما له من فائدة كبيرة في تقليل احتقان الخلايا وفتح الأنف وتسهيل عملية التنفس.
مع ضرورة استعمال بخاخ rhinocort، وهو بخاخ كورتيزون يستخدم مرتين يوميا بعد تنظيف الأنف بالماء المالح لعدة أيام، مع تناول قرص مضاد للحساسية مثل telfast 120 mg مرة واحدة مساء قبل النوم لمدة 10 أيام، ثم عند اللزوم بعد ذلك.
الرعشة في اليدين قد تكون وراثية وتسمى familial tremor أو الرجفة التي يتم توارثها من الآباء إلى الأبناء، ويمكن علاجها بالتدريب على التعامل مع الأوساط المختلفة من خلال زيادة الثقة بالنفس، وتظهر هذه النوعية من الرجفة كلما تقدم الإنسان في العمر، ولكن مع الارتفاع الطفيف في ضغط الدم يجب فحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH، مع فحص هرمونات الغدة T3 & T4 وعرض نتائج الفحص على طبيب غدد صماء؛ لأن نشاط الغدة الزائد قد يؤدي إلى الرعشة والارتفاع الطفيف في الضغط.
ومن الواضح أن حالة القلق والتوتر التي تعاني منها هي التي تؤدي إلى ارتفاع الضغط ويسمى الارتفاع في تلك الحالة White coat hypertension أو ارتفاع الضغط الزائد بسبب رؤية البالطو البيض كناية عن تواجد المريض داخل المستشفيات والعيادات الطبية، مما يساعد ذلك على زيادة إفراز هرمون الخوف المسمى أدرينالين الذي يؤدي إلى ارتفاع الضغط.
والوقت المناسب لقياس الضغط هو الصباح قبل تناول القهوة والشاي، وقبل التوتر والقلق، وقبل التدخين إذا كنت مدخنا، ومما قد يناسبك حمل جهاز الهولتر لقياس ضغط الدم لمدة أربعة وعشرين ساعة، ويقيس الضغط كل 10 إلى 20 دقيقة، وهو جهاز صغير الحجم وممغنط ومتصل بجهاز كمبيوتر يقوم أتوماتيكيا بقياس الضغط حوالي 150 إلى 200 مرة في اليوم والليلة ويسجل كل تلك القراءات.
وتناول كبسولات بروزاك بالطريقة التي نصحك بها الاستشاري الدكتور محمد عبد العليم في الاستشارة السابقة رقم 2367321 رائع جدا؛ لأنه يعمل على ضبط مستوى الموصل العصبي الأهم في الدماغ وهو هرمون سيروتونين، واضطراب مستوى ذلك الهرمون يؤدي إلى القلق والتوتر والخوف المرضي والوسواس، ومع تناول كبسولات بروزاك يتم ضبط مستوى ذلك الهرمون وتنضبط معه الحالة النفسية والمزاجية، ومن فوائده أيضا فتح الشهية للطعام والعمل على زيادة الوزن، ومن الضروري مع الدواء تغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والتسبيح، والذكر، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله-.
وفقك الله لما فيه الخير.