السؤال
السلام عليكم.
أخي يضحك كثيرا وبدون سبب، حتى في الجنائز يضحك بشدة، ومع نفسه كذلك، لا يمكنه التوقف عنها، وهذا الأمر منذ سنة 1999، هذا غير تقلب المزاج، وصرف المال على زملائه، والحساسية الزائدة، والإضراب عن الزواج، وأكثر ما يهتم له هو الناس.
والأطباء شخصوا الحالة وأعطوه علاجات كثيرة: اسينابين، برازلو ساب، زولام، انفيجا، ريسبردال، شيزوفاى، كوجينتول، بنزتروبين، نيورازين.
والآن ترك العلاج؛ لأن الآثار الجانبية لكل الأدوية صعبة عليه ولا يستطيع أن يتحملها.
السؤال: هل يستطيع أن يتعامل مع الناس بشكل عادي، وأن يذهب للعمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الضحك في الجنائز – وهو طبعا مقام للحزن – قد يكون عرضا من بعض الأمراض العقلية، ويسمى بعدم موائمة الوجدان أو العواطف، أي أن الشخص يضحك في مكان حزن ويحزن أو يبكي في مقام ضحك، أي أن مشاعره لا تتوائم مع الموقف، وهناك أشياء أخرى أيضا من أخيك: الانعزالية، وتغيير المزاج، وبعض السلوكيات الأخرى التي ذكرتها، قد تكون هذه الأعراض كلها – يا أخي – مؤشر لمرض ذهاني أو عقلي، والأشياء الإيجابية في أخيك أنه ما زال يعمل -كما ذكرت -.
على أي حال: إذا كان ما أقوله موجودا – حسب المعطيات التي ذكرتها وأن هذا اضطرابا ذهانيا- فيتطلب علاجا لمضادات الذهان قد تكون لفترة طويلة من الزمن، عدة سنوات، أو حتى بقية العمر، وفي هذه الحالة يجب إعطاء مضاد ذهان بجرعة مناسبة، ولا تؤثر عليه، أو لا تكون لها آثار جانبية ضارة حتى يستمر في أخذه، المهم هو الاستمرار في أخذ الدواء – أخي الكريم – وعدم التوقف عنه.
وهناك أدوية كثيرة الآن مضادة للذهان آثارها الجانبية قليلة، أو يمكن أن نعطي جرعة قليلة، لأنه أحسن أن يأخذ جرعة قليلة ومستمرة من أن لا يأخذ جرعة على الإطلاق.
فأنصح – أخي الكريم – بالتواصل مرة أخرى مع الأطباء النفسيين، ومحاولة إقناع أخيك بأخذ العلاج والاستمرار فيه، وبإذن الله تعالى تتحسن هذه الأعراض التي ذكرتها، ولنا تجارب كثيرة في هذا الشأن، وبمجرد أخذ الدواء اختفت هذه الأشياء.
وفقك الله وسدد خطاك.