السؤال
السلام عليكم
أعاني منذ فترة تقترب من ثلاث سنوات من حالة فقدان في الشهية مع شعور بالغثيان ثم القيء، في بداية الأمر فحصت من قبل طبيب باطنية، وكان تشخيصه أن حالتي سليمة، ولا أعاني من شيء، وطلب بعض التحاليل مثل صورة الدم الكاملة، والميكروب الحلزوني، والغدة الدرقية، وكلها سليمة، إضافة إلى أني لا أعاني من ضغط أو سكر، وكان رأي الطبيب بعد ذلك أن المشكلة نفسية وليست عضوية.
مع مرور الوقت واستمرار لحالة (فقدان الشهية والقيء) بدأت في تقييم حالتي، وبدأت أشعر أن القلق والتوتر يمكن أن يكون سببا في هذه الحالة، بعد ذلك تغير ذلك التقييم وبدأت أشعر أن الخوف من الأكل في العزومات، ومع الأصدقاء هو المسبب في هذه الحالة وليس القلق أو التوتر، لأنه كان هناك مواقف عديدة لم يكن فيها أي سبب لقلق أو توتر.
أصبحت أكره الأكل خارج البيت، أو في العزومات أو مع الأصدقاء بسبب ذلك الشعور من فقد الشهية والقلق الغريب، وعدم القدرة على البلع، ومن ثم القيء وعدم الأكل.
لا يوجد طبيب نفسي في نطاق منطقتي ليتابع حالتي، فأريد منكم تقييم حالتي وإعطائي نصائح وعلاج نفسي ودوائي، كي أتخطى هذه الحالة في أسرع وقت ممكن، خصوصا أني مقبل على حياة عملية في الفترة الممكنة، وأرجو أنه إذ كان سيتم وصف علاج أن يكون متوفرا في مصر وسعره مناسبا.
لكم مني جزيل الشكر، وأتمنى من الله أن يكون شفائي على أيدكم وبفضل الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hassan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تعاني من رهاب اجتماعي يتمثل في رهاب الأكل أمام جمع من الناس، وهذا ما أدى إلى الأعراض التي ذكرتها من غثيان ومحاولة التقيؤ عندما تأكل أمام جمع من الناس، ولذلك صرت تتجنب هذا الشيء، ولا يمكن الاستمرار في التجنب لفترة طويلة؛ لأنه طبعا تقابلك مناسبات وظروف تحتم عليك الأكل أمام مجموعة من الناس.
العلاج – أخي الكريم – هو في المقام الأول علاج سلوكي معرفي، وأنت بعيد، ولكن إذا استطعت أن تتواصل مع معالج نفسي فسيقوم بشرح برنامج العلاج السلوكي المعرفي لتقوم بتطبيقه في المكان الذي تسكن فيه، وتتواصل مع هذا المعالج، وأحيانا تكون هذه الأشياء متاحة عن طريق الإنترنت الآن. هذا من ناحية.
أما من ناحية أخرى فالدواء الذي يناسب حالتك ويساعد في علاج هذه الأعراض القلق والتوتر وبالذات الغثيان – ومتوفر في مصر، وسعره معقول – هو الـ (دوجماتيل)، دوجماتيل خمسين مليجراما، حبة ثلاث مرات في اليوم، ويمكن أن تستمر في العلاج لمدة ثلاثة أشهر، حتى تختفي هذه الأعراض، مع العلاج النفسي السلوكي إن استطعت أن تنجح في التواصل مع معالج نفسي، ويمكنك بعد ذلك التوقف عن الدوجماتيل، وإن شاء الله تزول هذه الأعراض التي تعاني منها.
نصيحتي أنه مع الدوجماتيل عليك بالمواجهة، مواجهة هذه المواقف بالتدرج، وليس الهروب منها، يعني: الدوجماتيل بإذن الله سوف يخفف أو يزيل أعراض الشعور بالغثيان والتقيؤ، وهذا يساعدك كثيرا في مواجهة المواقف هذه وعدم الهروب منها، وبالمواجهة ستكسب الثقة وتختفي هذه الأعراض.
وفقك الله وسدد خطاك.