السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا في حيرة من أمري، وخوفي من المجهول يعيق زواجي، تمت خطبتي -ولله الحمد- بشخص خلوق ومحترم، وكان أحد شروطي هو أن يسمح لي بالعمل في أي مكان أريد، لكن عائلتي -سامحها الله- لم تكتب لي هذا الشرط المهم.
بسبب خوفي من المجهول كما ذكرت سابقا، هو أنني أردت أن أحظي بوظيفة جيدة تمكنني من الاعتماد على نفسي، وعدم الإتكال على أحد، حتى إذا تبين فيما بعد أن من تزوجته لا يناسبني، أو أي شيء من هذا القبيل، أستطيع تركه بدون أي ضغوطات!
ولقد فاتحت خاطبي (زوجي لأنها فترة ملكة) بهذا الموضوع، وقد أخبرني أن أطمئن، وأنه سيسمح لي بالعمل إن أردت، لكنني لا أعرفه حتى الآن حق المعرفة حتى أثق بكلامه، وفي حال واجهتنا بعض المشاكل أخاف من أن يجبرني فيما بعد على ترك وظيفتي، في هذا الحال قد أقدم حينها على الانفصال، فهل ما أفكر فيه صائب أم لا؟
مع العلم أني قد حاولت إقناعه هو وعائلتي بإضافة الشرط ليصبح إلزاميا، لكن لا أحد منهم يراه مهما.
رجاء أفتوني في أمري، فكثرة التفكير والقلق أتعبني، ما الذي يجب علي فعله؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الواجب على المسلم ان يحسن الظن بالله ويتفاءل بالمستقبل، فهو بيد الله، وأن يكون تفكيره إيجابيا بالحياة، ومن حقك أن تشترطي قبل العقد عليك السماح لك بالعمل المباح، لكن هذا الشرط إن كتب لا يعني أن تنفيذه هو استقرار للحياة الزوجية، بل استقرار الحياة الزوجية يكون بحسن العشرة والتبعل، وأداء الواجبات والحقوق.
لذا لا تشغلي نفسك بإضافته حتى يكون إلزاميا؛ لأن إلزاميته سيكون على حساب الحياة الزوجية في حال رفض زوجك العمل، وتفكيرك الآن بالعمل، وجعله أهم من الحياة الزوجية وواجباتها، بحيث أنك تقدمينه عليها في حالة طلب منك ترك العمل، تفكير غير صحيح، ويدل عل فهم خاطىء للحياة الزوجية.
الحياة الزوجية مشروع حياة، ويقوم على أسس صحيحة وميثاق مقدس، يبذل الزوجان فيه كل جهودهما لإنجاحه واستقراره، ويقوم على التعاون والتغافر والتنازل لبعض حتى تستقر الأسرة، وتكون سكنا للزوجين، وليس شركة تجارية تقوم على المحاصصة والمشاحة من الآن!
أرجو أن تعيدي النظر في مثل هذا التفكير، وتكوني إيجابية في الحياة، حسنة الظن بالله، متفائلة بالمستقبل الناجح لزواجكما بعمل أو بدون عمل، فالحياة تبنى على التفاهم والحوار، وطالما زوجك متفهم لطلبك، وصاحب دين وخلق، فإن ذلك يطمئنك بحياة زوجية سعيدة -إن شاء الله-.
وفقك الله لما يحب ويرضى.