معاملة زوجي الجافة أتعبتني وجعلتني أكره الحياة!

0 195

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي قديمة ولم أجد لها حلا إلى الآن، متزوجة منذ 5 سنوات، ولدي طفلان، عمري 25 سنة، وزوجي عمره 35 سنة، المشكلة أن زوجي منصبه عال، فهو يعمل في الاستشارات التربوية والزوجية، ومدرب معتمد، ومختص نفسي واجتماعي، ويحل مشاكل الناس ويعطيهم الحلول، وجميع الناس تمدحه وتثني عليه، وتعتمد عليه بشكل كبير في حل مشاكلهم.

المشكلة الكبيرة أنني معه في مشاكل دائمة، ليس لديه أسلوب في الكلام والتلطف وحل المشاكل التي بيني بينه بهدوء، فأسلوبه همجي وسيء جدا، ويستهتر من كلامي، وناقد له، ولا يعجبه أبدا.

وآخر مرة قبل أسبوع تقريبا تكلمت معه بخصوص السكن، طرحت عليه فكرة أن يشتري بيتا في مدينة أهلي وأهله، أو شقة نسكن فيها حتى نشعر بالاستقرار المطلوب والمريح؛ لأنه يعيش في بيت أهله وأنا في بيت أهلي، لأنه موظف في مدينة غير عن مدينة أهلي وأهله، فإذا جاءت إجازة المعلمين عدنا لمدينة الأهل وجلسنا، فأرسل رسالة من ضمنها هذا الكلام والرد (أرجو أن لا يتكرر هذا الموضوع مرة أخرى، ويقصد بموضوع البيت والسكن، وإلا سوف تسمعين مني كلاما يتعبك ويضيق صدرك، هذه الحياة كتبها الله لزوجك، إما ترضين بها، أو تبحثين عن حل يناسبك)، (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن).

أسلوبه جاف جدا، ورده سيء وجارح، ولكن المشكلة أنه يهددني بالطلاق وهذه ليست المرة الأولى، من المفروض أن يقدر العشرة والأيام التي عشتها معه، ولا يهدد بالطلاق، كلمته وقلت له لماذا التهديد؟ يوجد أسلوب أرقى من هذا الكلام، وإذا تريد أن تطلقني من أجل البيت طلق، وكان يرسل لي رسائل عن الزوجة الصالحة، ويحسسني أنني فاسدة وفاسقة، فهو وناقد لي في كل شيء، مع أنني متربية في بيت صالح جدا، وأهلي صالحون ومحافظون، وأنا كذلك محافظة جدا، ولكن هو أسلوبه دائما، فإذا حصل نقاش بيني وبينه تكلم في الزوجة الصالحة وأرسل الأحاديث والآيات، وقلت له: طلقني وتزوج الزوجة الصالحة وارتاح؛ لأنني تعبت من هذا الأسلوب، ومن التهديد، والاستهتار بكلامي، فهو رجل متعلم، وجامعي، ومعه الماجستير، وشهادات في مجال الأسرة وحل مشاكلها، ولكنه معي عكس ذلك تماما كأنه شخص آخر، فهو يطبق عليه المثل (باب النجار مخلوع).

في فترة الخطبة سمعت كلام الناس عنه ففرحت جدا، وقلت سأعيش مع شخص فاهم في الحياة الزوجية، ولكن المشكلة في كل فرحة لي لا بد أن يسبب لي بمشكلة، مثلا في حملي وولادتي بأطفالي سبب لي مشكلة ونغص علي حياتي، ومواقف كثيرة كانت من المفروض أن لا تصدر منه أبدا، ما الحل؟ فأنا تعبت ومللت منه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الفاضلة- وردا على استشارتك أقول:
المشكلة تكمن في ضعف الإيمان والارتباط بالمنهج النبوي، ففي ديننا الحنيف الحث على الرفق والعناية بالأهل، كما قال عليه الصلاة والسلام: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله) وقال: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه).

ارتباط زوجك بالاستشارات والأمور التربوية والزوجية جافة بمعنى لا يطبقها في نفسه على أرض الواقع، وهو متخذ لذلك مهنة لجمع المال ليس إلا، وارتباطه ربما بالكتب المترجمة التي لا ترتبط بالأدلة الشرعية.

هذا هو الفصام النكد بين ما يقوله للناس ويمارسه على أهله، وكفى بالمرء إثما أن يفعل مثل ذلك، يقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).

من حق المرأة أن تشارك زوجها في ترتيب أمور الحياة ومنها: موضوع السكن، واقتناء رب الأسرة سكنا خاصا بك وأفراد أسرته من أكبر نعم الله تعالى، والأمر لا يقتضي التهديد بالطلاق بحال من الأحوال.

الذي أقترحه عليك أن تتركي نقاشه في موضع البيت إلا إن فاتحك هو بالموضوع؛ لأن هذا الصنف من الناس لا يصلح له إلا الإعراض عن مناقشته في المواضيع التي تثيره وتغضبه.

فكري بأولادك، واهتمي بهم فهم الضحية الكبرى في حال الطلاق، ولن يرتاح أي منكما في حال حصول الطلاق -لا قدر الله-.

الصبر عاقبته خير، ومن يتصبر يصبره الله.

أرى أن تهتمي بزوجك من الناحية الإيمانية من خلال برامج عملية كصيام بعض الأيام الفاضلة كالاثنين والخميس، والثلاث الأيام البيض، وما شاكل ذلك، وتلاوة ورد يومي من القرآن الكريم، وصلاة النوافل كالوتر والضحى.

لا تهملي الرسائل العاطفية سواء رد عليك أم لا، فلا تهملي ذلك أبدا.

لا تغفلي التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وأن تسألي الله تعالى أن يصلح زوجك ويلهمه الرشد فقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فلا تيأسي وكوني على يقين أن الله تعالى لن يرد يديك صفرا.

تخيري أوقات الصفاء الذهني، وحين يكون صدره منشرحا متقبلا للحوار فتناقشي معه عن بعض الاستشارات المشابهة وغير المتطابقة مع حالتك، ولعله يذكر لك بعض الحلول وفي أثناء ذلك سيشعر بالحرج من التناقض بين أقواله وأفعاله، لكن إياك أن تشعريه بشيء من تصرفاتك بسبب استشاراته، وكوني على يقين أنه مع المدى سيتغير.

أشعريه بأنك تفخرين به زوجا لك، وأنك تستفيدين من خبرته، وحبذا في حال استشارته أن تكون استشارتك متركزة حول قضية واحدة بمعنى لا تشخصي حالتك كلها في استشارة واحدة؛ لأنك لو ذكرت له استشارة مرة ثانية فسيقول لك قد أجبتك المرة الأولى، فمثلا سليه مرة عن امرأة تشاجرت مع زوجها بسبب طلبها سكنا مستقلا، ومرة أخرى سليه عن امرأة متزوجة من شخص غني وهي تريد منه أن يشتري أرضا ويبني سكنا لكنه رافض للفكرة وحصلت فيما بينهما خصومة، وهكذا فتتي الحالة تفتيتا.

لا تنسي أن تقدمي له هدية يحبها، فالهدية تعمل عملها في القلوب ولو كانت رمزية، يقول عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا).

سلطوا عليه الخيرين من رفقته من أجل نصحه، وذلك عن طريق زوجاتهم بشرط ألا يشعروه أنك من طلب ذلك منهم، وإنما من خلال المخالطة والمجالسة والسؤال يستطيعون الوصول لمناقشته بصلب الموضوع.

أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

نسعد بتواصلك في حال استجد أي جديد في قضيتك، ونسأل الله تعالى أن يلهم زوجك الرشد، وأن يلين لك قلبه، ويسعدكما في هذه الحياة إنه على كل شيء قدير.

مواد ذات صلة

الاستشارات