السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 20 سنة، لدي وجه جميل ومظهر أنيق، وأعاني من العين والحسد، وأجد كل الأبواب مغلقة! هل من حل؟
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 20 سنة، لدي وجه جميل ومظهر أنيق، وأعاني من العين والحسد، وأجد كل الأبواب مغلقة! هل من حل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الحسد أمر واقع كما ذكر ذلك ربنا عز وجل، في كتابه العزيز، في آيات كثيرة، ومنها قوله سبحانه: (قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد)، وثبتت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإصابة بالعين، فمن ذلك ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين "، وأخرج مسلم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا) وفي حديث أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن بني جعفر تصيبهم العين، أفنسترقي لهم؟ قال: (نعم، فلو كان شيء سابق القدر لسبقته العين).
وقال نبينا عليه الصلاة والسلام كما رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه: (العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر).
وفي مسند الإمام أحمد عن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج وسار معه نحو مكة حتى إذا كانوا بشعب الخرار (اسم موضع ) من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف، وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة أحد بني عدي بن كعب وهو يغتسل، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة، فلبط سهل، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسول الله، هل لك في سهل والله ما يرفع رأسه، قال: هل تتهمون فيه من أحدا؟ قالوا: نظر إليه عامر بن ربيعة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه، وقال: علام يقتل أحدكم أخاه، هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت، ثم قال له: اغتسل له، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب ذلك الماء عليه يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه ثم يكفأ القدح وراءه، ففعل به ذلك، فراح سهل مع الناس ليس به بأس.
أنصحك أن تبحث عن راق أمين وثقة لتشخيص حالتك، فإن تبين أنك قد أصبت بالعين أو الحسد وكنت تتهم أشخاصا محددين فالعلاج الناجع في مثل هذه الحال أن يطلب منهم أن يغتسلوا كما مر في الحديث، وإن لم تكن تتهم أحدا بعينه فعليك بالرقية حتى تبرأ بإذن الله تعالى، ويمكنك أن ترقي نفسك بما تيسر من الآيات القرآنية، والأدعية المأثورة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ( لا رقية إلا من عين أو حمة ) والحمة اللدغة.
جاء جبريل عليه السلام يرقي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: (باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك).
أوصيك أن توثق صلتك بالله تعالى، وتجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة الأعمال الصالحة المتنوعة، فالحياة الطيبة لا توهب إلا لمن آمن وعمل صالحا، يقول تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
عليك التحصن بأذكار اليوم والليلة كاملة، وخاصة التحصن في حال الخروج أو مخالطة الناس، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة).
لا تغفل عن التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتسأل الله تعالى أن يدفع عنك كل سوء ومكروه، وأن يصرف عنك حسد الحاسدين.
أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).
ارق نفسك صباحا ومساء بالرقية الشرعية، ويمكنك الاستفادة من كتاب حصن المسلم للقحطاني.
نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل.