السؤال
السلام عليكم..
عمري 23 عاما، أعاني من اضطراب ورعشة في الجسم كأن جسمي ينتفض إذا زاد التفكير السلبي، وتسارع في دقات القلب وصداع، قمت بعمل تحاليل للدم، وفحص للقلب وللصدر وللكلية، والحمد لله لا يوجد شيء، أنا بالفعل أعاني من اكتئاب ومشاكل نفسية، وأصبح تفكيري سلبيا، ولكن دائما أقول لنفسي هي ليست أول مرة أكتئب بها، لماذا أحس بكل هذا الألم؟ منذ صغري وكل شيء تقريبا ليس على هواي، ولكني أتعايش، لماذا زاد؟
لا أستطيع التحمل، لحظة أحس أني أصبحت أفضل ثم أعود مرة أخرى، لدرجة أني أبكي بدون سبب، أحيانا أقول أني سأموت، أنا مليء بالذنوب السيئة والمعاصي، وأنا شخص أسعى للمثالية، أبي دائما ينتقدني في كل شيء، وينتقد كل الأسرة، لكنه أبي، الطبيب النفسي سيقول لي كلام أهل التنمية البشرية، ولا تحزن، ولا تقلل من نفسك، وأشياء من هذا القبيل, هل ضروري أن أتناول دواء للاكتئاب؟ وإذا كان الجواب لا، فما المدة التي يذهب فيه المرض حتى أنتظرها؟ وقد مضى علي مع هذا المرض أكثر من شهر، ولكنه الآن أخف نسبيا، ولكن موجود بصورة مزعجة؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما يحدث معك - أخي الكريم - من أعراض قلق وتوتر ظاهرة، والتفكير السلبي كثير منذ فترة طويلة - أو منذ الصغر بالأحرى - قد يكون له علاقة بالتربية وبالأشياء التي تعرضت لها في صغرك، وهنا العلاج في الغالب يكون علاجا نفسيا وليس علاجا دوائيا.
العلاج الدوائي وبما فيها مضادات الاكتئاب هنا تكون عاملا مساعدا، تساعد على تقليل الاكتئاب الذي حصل معك نتيجة هذه المشاكل النفسية التي تعيشها، ولكنها لا تعالج هذه المشاكل في حد ذاتها، تحتاج إلى جلسات نفسية طويلة لفترة من الزمن.
ودواء ومضاد الاكتئاب - كما ذكرت لك - يساعد في علاج الاكتئاب الذي هو عادة يكون ثانويا للصعوبات التي تجدها أنت في نفسك، ولأعراض القلق الناتجة والتي حدثت منذ أن كنت صغيرا.
ودواء الاكتئاب يحتاج لفترة من الوقت، يحتاج لشهرين للعمل، وبعد أن يحدث التحسن يحتاج إلى ستة أشهر قبل أن توقفه، ولكن كما ذكرت أؤكد أهم شيء في العلاج هو الجلسات النفسية، لأنك ذكرت أنك تعايشت معها، ولكن هذا التعايش يمكن أن يكون أمتن ويستمر لفترة طويلة إذا كان بواسطة معالج نفسي، يعرف كيف يعطيك المهارات اللازمة للتعامل أو حتى للتخلص من هذه الأفكار السلبية وأعراض القلق والتوتر.
وفقك الله وسدد خطاك.