السؤال
الطفل عمره 8 سنوات، كان طفلا طبيعيا، ولكان في الفترة الأخيرة أصبح غير مطيع وعدواني وغير عارفة ما أعمل معه؟ هذا الطفل ابن أختي، يوجد خلاف بين أمه وأبيه ولكنه لا يعرف، ولكني أشعر أنه حاس أنه يوجد شيء، ولم يتم طرح المشكلة له، رجاء الرد علي سريعا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ص / أ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإنه لاشك أن الطفل شديد التأثر بما يحدث بين والديه من خلاف وصراخ وخصام ويعبر عن ذلك بكثرة الحركة والاضطراب، وإذا خرج إلى الدنيا ظهرت عليه علامات التمرد والعناد، ومن هنا تتجلى عظمة هذا الدين الذي وضع عن الحامل التكاليف الشاقة، وهذه دعوة للرجال حتى يرفقوا بزوجاتهم ويراعوا ما يحدث لهن من صعاب ووهن.
وعندما يخرج الطفل إلى الدنيا فإنه يريد البهجة والسعادة والاستقرار في أسرته من أجل أن ينشأ سليما من العاهات واثقا بنفسه.
أما كثرة الحركة والعناد فهي أشياء طبيعية إلا إذا زادت عن حدها، ولا داعي للانزعاج، فهذا جزء من مراحل النمو النفسي والجسدي، ونوع من التهيئة للطفل قبل أن يخرج إلى معترك الحياة، ونحن نخطئ عندما نمنع الطفل من الحركة ونغلق عليه الباب أو نجعله يجلس أمام التلفاز الذي يقتل في الأطفال روح الإبداع، ويعلمهم على التلقي فقط، ويؤثر على نموهم الجسمي، ويكسبهم العدوانية؛ لأنهم يشاهدون فيه أفلاما فيها عنف وضرب، وقد يصاب الطفل بتوترات شديدة هي المتهمة الآن بأنها سبب من أسباب انتشار مرض السكري بين الأطفال.
ولا شك أن هناك أسبابا لحدوث العدوانية عند الأطفال منها ما يلي:-
1- أن يكون في الأسرة عدواني معاند فيتأثر به الطفل.
2- كثرة المشاكل بين الأبوين.
3- الحرمان والجوع العاطفي.
4- عدم العدل بين الأطفال.
5- كثرة الضرب خاصة إذا لم يعرف الطفل السبب الذي عوقب لأجله.
6- شعور الطفل بالظلم عليه أو على والدته.
7- مشاهدة الأفلام العنيفة.
8- وجود خلل في الناحية الصحية للطفل.
9- نقص الغذاء والرعاية.
10- المعالجة الخاطئة لأخطاء الطفل.
11- حرمان الطفل من الحركة واللعب في طفولته الباكرة فهو يسعى لتعويض ما مضى.
12- الرغبة في الانتقام ممن حوله لأي سبب من الأسباب.
13- الرغبة في لفت الأنظار.
14- وجود من يستحسن هذه التصرفات من الأهل أو الجيران.
15- كثرة الشكوى من الطفل (كأن نقول: هذا الطفل شقي، فعل كذا وكذا، فهنا يفتخر الطفل ويواصل العناد).
وأرجو أن تعوضوا هذا الطفل عن حنان أبويه، وتشجعوا فيه الصفات الطيبة مثل الهدوء، ووجهوا طاقته إلى الأشياء المفيدة، وتجنبوا مقارنته مع غيره من الأطفال، وتذكري أن الدعاء من أقوى أسلحة المؤمن، وعليكم بطاعة الله فإن ثمارها تظهر على الأهل والذرية والرزق والحياة.
والله الموفق.