السؤال
السلام عليكم.
والدتي عمرها 56 سنة، تعاني من ضغط الدم المرتفع؛ مما أدى إلى حدوث جلطة في الجزء الأيمن من المخ، وتوقف الجزء الأيسر عن الحركة، وثقل في اللسان وكلام غير مفهوم.
اليوم الثاني نامت طوال اليوم، وقال الطبيب أنه أمر طبيعي، لكنها أصيبت بتشنجات لمدة ثوان فجرا، وبعدها قمت بالاتصال بالطبيب لكي يراها، فطلب مني عمل أشعة معينة، وعندما ذهبنا لذلك أصيبت بتشنجات مستمرة.
ذهبنا للمستشفى، وتبين أنها تعاني مرض السكر، وتم التشخيص أنها غيبوبة سكر، بالإضافة للجلطة، وأشعة الرنين أفادت بوجود جلطات في أماكن متفرقة.
بقيت في العناية المركزة لمدة خمسة أيام، وبعدها بدأت تسترجع وعيها، ولكن الجزء الأيسر ما زال متوقفا، ولكنها صارت تتكلم، مع وجود هلاوس بصرية وعدم التركيز وثبات قرنية العين.
ثم بعد ذلك بدأت تتعافى، وخلال 10 أيام استطاعت الحركة والمشي، والهلاوس تكاد تكون معدومة، ولكن تعاني من صداع شديد، وألم شديد في العين اليمنى، وكذلك من بعض التهيؤات، مثلا ترى أن الكوب يسقط، ثم تستوعب أنه لم يسقط.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأشخاص الذين يعانون من السكري غير المنتظم والضغط المرتفع، وبخاصة من يعانون من زيادة الدهون أو السمنة وقليلي الحركة، هم معرضون لحدوث الجلطة، وقد تحدث الجلطة مرة واحدة أو تتكرر أكثر من مرة، وبما أن الوالدة -ولله الحمد- قد بدأت تظهر لديها علامات التحسن فهي تحتاج إلى متابعة دقيقة من طبيب الباطنية والسكر؛ للتحكم في الضغط والتحكم في نسبة السكر، واختيار العلاج الملائم لحالتها، مع فحص العوامل الأخرى التي قد تفاقم المشكلة، وبعد التحكم في الضغط والسكر فغالبا ما يقوم الطبيب المعالج بنقل الوالدة إلى مركز متخصص في مجال التأهيل العلاجي لمن يعانون من الجلطة، وسيقرر الطبيب المعالج مدى الحاجة، ومتى تبدأ العلاج التأهيلي والمدة، كما سيقوم بمتابعة التطور التدرجي للعلاج.
كما عليكم بمساعدة الوالدة في التحكم في نسبة السكر والضغط، بالالتزام الدقيق بالعلاجات والتغذية المناسبة، والتقليل من تناول الدهون والأطعمة الدسمة، والسكريات الأحادية، وتخفيض الوزن التدريجي -إذا ما كانت الوالدة تعاني من زيادة الوزن-، والمتابعة الدورية، وقياس نسبة السكر، والدهون والهيموجلوبين المشبع، وقياس الضغط، والمتابعة مع الطبيب المعالج بصورة دورية؛ لمنع تكرار المشكلة، وفي الغالب سوف تتحسن الأعراض التي تعاني منها الوالدة بالتدريج -بعون الله-.