السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 22 سنة، وأعيش في بلد غربي، وأدرس الطب، والحمدالله وضعي المادي والدراسي مستقر، ولدي رغبة ملحة جدا في الزواج في ظل وجودي في هذا المجتمع الإباحي، أريد أن ألقى الله سبحانه وأنا عفيف، والخطر هنا عظيم في هذا الجانب، وأرى أني قادر على تحمل تكاليف الزواج, وأهلي موافقين على الموضوع، ولكني أود أن تكون فترة الخطوبة والتعارف كافية حتى أتأكد أن الفتاة مناسبة بالنسبة لي وأتعرف عليها بشكل مكثف.
المشكلة الآن أني لا أقدر أن أنزل للبلد لفترة طويلة؛ لأن العطلة الدراسية هنا لا تزيد عن شهر، أخاف أن أنزل للبلد وأخطب بسرعة ثم أعود للغربة قبل أن يصبح تعارف حقيقي ثم أندم؛ لأني سأكون خلال فترة (الملكة) مغترب عن زوجتي, ما نصيحتكم لي؟ وجزيتم خيرا.
أصبحت في الآونة الأخيرة أشعر بالاكتئاب وأكره الناس والاختلاط؛ لأني أشعر أني مع طلاب الجامعة بالغربة الشديدة, أصبحت منعزلا بعد أن كنت اجتماعيا وأحب الناس وأستمتع بالتعامل معهم، ما العمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ويسعدنا رغبتك في الحلال، ونبشرك بمعونة الكريم المتعال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك في طاعته الآمال.
لا شك أن حسن الاختيار مهم جدا، ونسأل الله أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تعينك وتعفك وتسعدك وتسعد بك، ونؤكد لك أن دور الأهل كبير، ونتمنى أن يرشحوا لك وأنت صاحب القرار النهائي، ونوصيك بأن تركز على الدين، كما هي وصية رسولنا الأمين، وأرجو أن لا تنزعج من عدم وجود مدة كافية؛ لأن اختيار الدين هو أهم ضمانات الصلاح، بل إن وجود الدين هو الأساس في إصلاح أي خلل آخر، وقد صدق وأحسن من قال: (وكل كسر فإن الدين يجبره ... وما لكسر قناة الدين جبران).
وأرجو أن يعلم الجميع أن المعرفة الحقة والوفاق التام إنما يحصل بالمعاشرة والمعايشة، وهذا ما ثبت بالدراسات في الغرب وفي الشرق، واعلم أن ما يظنه الناس من أهمية طول فترة الخطبة لتحقيق التعارف ليس بصحيح، لأن فترة الخطبة تقوم على المجاملات من الطرفين، ولكن الشريعة تركز على الدين والأخلاق، وتتيح لكل طرف أن يسأل وأن يتوسع في السؤال، وتترك له فرصة الاستشارة، وتدعوه للاستخارة، وكل ذلك مما يساعد على النجاح والوفاق، وننبه إلى أهمية النظرة الشرعية وحصول الارتياح والانشراح والميل المشترك.
أما بالنسبة لشعورك بالاكتئاب وكره الناس فندعوك إلى التوجه إلى رب الناس، والإكثار من الذكر والاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار.
ونقترح عليك مقابلة طبيب نفسي وعرض ما تشعر به، بالإضافة إلى قراءة الرقية الشرعية، وندعوك إلى المحافظة على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، واحرص على أن تشغل نفسك بالهوايات النافعة والأعمال المفيدة، وإذا كانت هناك أسباب لنفورك من الناس فمن المهم إزالة أسباب النفور، واحرص على أن تكون خلطتك مع الأخيار، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه.
ونسأل الله أن يحفظك ويوفقك، ونسعد بتواصلك.