السؤال
السلام عليكم
ابنتي عمرها 8 سنوات، بدأت من جديد تقول لي: إنها تحس أن الشيطان يوسوس لها بأن المدرسة غير نافعة، وأن المدرسات يضربن الطالبات، ويصرخن عليها، مع أن ابنتي من المتفوقات والمحبوبات لدى مدرساتها.
بدأت القصة حين أدخلتها بناد صيفي لكي تتسلى في إجازة الصيف، داومت يوما واحدا، وأصبحت تتحجج بأنها مريضة، وبطنها يؤلمها لكي لا تذهب للنادي، وفي اليوم الرابع من النادي قالت لنا: لا تريد الذهاب للنادي، وتريد أن تلغي الاشتراك، حاولت أنا وأمها إقناعها بأن النادي مكان فيه جميع الأنشطة، السباحة والتنس والكراتيه والرسم، وغيره من الأنشطة، ولكنها رفضت تماما الاشتراك.
قلت لها اختاري أي ناد آخر، لكنها كانت ترفض فكرة الاشتراك بأي ناد، وبعدها بيومين قالت لي ولأمها: أنا قلقة، لا أستطيع النوم بالليل، وتأتي بجانب أمها وتقول لها: اقرئي علي القرآن لكي أنام، وبعد قراءة القرآن عليها تنام، وفي كل يوم ينتابها هذا الشعور أحيانا بالنهار، وأحيانا بالليل، وتبكي وتقول: إن الشيطان يوسوس لها، لاحظت أنها عندما تتسلى وتشغل وقتها باللعب سواء معي، أو مع أولاد عمها تنسى هذا الشعور، ولا يأتيها.
أنا قلق عليها، وخاصة بهذا العمر، هي تجلس ساعات طويلة على الآيفون والآيباد، وبدأت أقنعها بضررهم، وأقلل من استخدامها لهم، ولكنها لا تقبل باللعب بأي شي آخر، مع أن لديها ألعابا أخرى، وحاولت إقناعها بالتلوين والرسم، أو قراءة القصص، أو أي شيء آخر ولكن ليس من السهل إقناعها، وحاولت إقناعها بالاشتراك بالسباحة، قالت لي: لو كنت معي سأشترك، فلاحظت أنها مرتبطة بنا كثيرا، لأنها قالت لي: أحب أن أكون معكم دائما، وأشعر بالأمان معكم، وهي متعلقة بي كثيرا، حتى أصبحت الآن لا تغفو إلا إذا نامت بجانبي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بك أستاذنا في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والعيال، وأن يحقق لنا ولكم ولهم وبهم في طاعته الآمال.
قربكم من -ابنتنا الفاضلة- مفتاح أساسي في العلاج، وفي بعث الطمأنينة والأمان، ولا يمكن للأطفال أن يتركوا الأجهزة الالكترونية وغيرها من الألعاب الساحرة، إلا لما هو أحلى وأغلى، وذلك يتحقق بقرينا منها، وفي مشاركتهم الألعاب والهوايات والهموم، ونسأل الله من يحفظ بنتنا من كل سوء، وأن يقر بها أعينكم، وأن ينفع بها، وأن يبارك فيكم وفيها، وإليكم هذه التوجيهات:
1- عليكم بكثرة الدعاء لها، والاستمرار في قراءة الرقية الشرعية لها، وتعويدها المحافظة على أذكار المساء والصباح والنوم، وغيرها من أذكار الأحوال، وخاصة أذكار الخروج من المنزل، وأذكار دخول دورات المياه، فإن الذكر ينفع مما نزل، ومما لم ينزل.
2- فتح حوار هادىء معها لاستجلاء المخاوف، وأسباب الانزعاج من الاشتراك في الأنشطة الصيفية، فقد يكون السبب وجود مدربة أو مدرسة عنيفة، وقد يكون السبب وجود زميلات شريرات، وربما كان السبب وجود ألعاب عنيفة، أو مخيفة.
3- ضرورة إبعادها عن الاستخدام الكثير للألعاب الالكترونية، لما فيها من خطورة على العقيدة والأخلاق والقيم والصحة والعقل، ولا يستبعد علاقتها بالحالة الحاصلة مع ابنتنا -حفظها الله-.
4- تقوية ثقتها في نفسها، وذلك من خلال ربطها بالخالق الوهاب القدير، ومن خلال التركيز على مميزات ونقاط القوة عندها، فإن تسليط الأضواء على الإيجابيات يزيد من الإيجابيات.
5- توحيد مصدر ومنهج النصح والتوجيه لها، والبعد عن القسوة عليها، أو إجبارها، ولكن من المهم إجراء حوارات هادئة لتكوين قناعات إيجابية دافعة، تجعلها تؤثر ولا تتأثر، وتقود وتتقدم.
6- عدم إظهار الانزعاج والإشفاق، لأن ذلك مما يعمق الآثار السالبة في نفسها.
7- ضرورة القيام بزيارة المدرسة وأماكن الأنشطة، ومقابلة المسؤولين أو المسؤولات عن الأنشطة حتى تكتمل الصورة، ونتمنى أن تذهب الأم معها وتدفعها للمشاركة في وجود الأم؛ لأن نظام المعايشة مهم ومعنويات الأطفال ترتفع عن زيارة الأب أو الأم لهم في أماكن الدراسة، أو في ساحات اللعب.
8- أهمية تنويع الأنشطة، وابتكار ألعاب هادفة، وتعليم ترفيهي، مع تخصيص ساعات للجانب الجاد المفيد.
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بالاستمرار في التواصل مع موقعكم، ونسأل الله أن يصلح ابنتنا ويحفظها، ويلهمها السداد والرشاد.