السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة أعاني من أحلام اليقظة الشديدة، أظل طوال اليوم أحلم بأحلام اليقظة، أعيش واقعي لحظات وأرجع للخيال ساعات، ولكن المشكلة الأعظم أنني أمثل وأتحرك، وأتكلم بصوت منخفض في غرفتي وأنا أحلم، جربت طرق مختلفة لعلاج نفسي، وجربت عدم الدخول لغرفتي إلا وقت النوم، ولكن طبيعة دراستي لا تسمح لي بهذا الشيء، فأنا طالبة في كلية الطب، يجب أن أجلس ساعات للدراسة في غرفتي، ولكن أصبح مستواي الدراسي متدني جدا بسبب هذه الأحلام.
جربت أن أوقف هذه الأحلام، ولكن أطول فترة كانت 3 أشهر، ورجعت من جديد للوضع السابق،مع العلم بدأت المشكلة معي في سن 13 سنة، والآن أنا في مطلع 20 من عمري، فما تشخيصكم لحالتي؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن أحلام اليقظة شيء يحصل مع كثير من الناس، وبالذات في سنين المراهقة، ولكن مدته -أي الفترة التي يقضيها الشخص في أحلام اليقظة- تختلف من شخص إلى آخر، فقليله قد يكون مفيدا للصحة النفسية، لأنه بدون خيال وبدون أحلام يقظة قد لا يستطيع الشخص أن يتفاءل ويتطلع إلى المستقبل، ولكن إذا كان يقضي معظم الوقت في أحلام اليقظة فهنا تصبح أحلام اليقظة مشكلة وتؤثر على الشخص، كما حصل معك.
إذا -كما ذكرت-: قليل من أحلام اليقظة يحصل مع كثير من الناس في فترة المراهقة، وقد يكون صحيا، ولكن قضاء معظم الوقت في أحلام اليقظة قد يكون مرضيا، وبالذات إذا أثر على الشخص، وأسبابه عديدة عندما يصل لهذه المرحلة، ومن أكثر الأسباب هو مشاكل أو صعوبات تنتاب الشخص في حياته وفي واقعه، فيحاول أن يهرب منها إلى أحلام اليقظة.
فيا -أختي الكريمة-: عليك بمراجعة ظروفك المحيطة بك، وأنت طالبة، هل هناك ضغوطات في الحياة، هل هناك مشاكل أسرية تهربين منها إلى أحلام اليقظة؟ لأن هذا الشيء مهم لمساعدتك في التخلص من أحلام اليقظة، وعيش الواقع وتقبله، وهذا مهم أيضا وبالذات في مسيرتك أنت كطالبة في كلية الطب، ولذلك أنصحك -أختي الكريمة- بالتواصل مع معالج نفسي للمساعدة في جلسات نفسية تساعدك كثيرا في الوصول إلى أي مشاكل وحلها، أو على الأقل التأقلم معها، لكي تنجحي في دراستك وتواصلي حياتك الطبيعية، ومنها التقليل الشديد من أحلام اليقظة، أو القضاء عليها نهائيا.
وفقك الله وسدد خطاك.