لأشعر بالراحة كنت أهرب للخيال ولكنه لم يعد يريحني، فما السبب؟

0 65

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بدأ عندي التخيل منذ أن كنت في الثالثة عشرة من عمري، في البداية كان كثيرا، لكنه خف فيما بعد، فصرت عندما أكون في حضرة أحد لا أتخيل غالبا، لذا من ناحية ديني فكنت أصلي وأصوم، ومن ناحية الدراسة فدرجاتي ممتازة.

اﻷمر فقط من ناحية الكلام مع الناس، من ضمنهم اﻷسرة، لكن لم أكن أهتم كثيرا، استعضت بالناس أصحاب وأسرة بآخرين في الخيال، حتى عندما أتضايق أتخيل أحدا يخفف عني، لكني اﻵن وعمري ثمانية عشر سنة، وقبل أسبوعين تقريبا، وخلال أقل من يوم تغير الوضع فجأة، فصرت خلال هذا اليوم وإلى اﻵن لا أستمتع بالخيال، ولا يخفف عني، لذلك أشعر بحزن وضيق كبيرين، مهما كانت سلبيات التخيل، فأنا أشتاق إليه، بعد كل شيء ضحيت بالكثير ﻷعيش في هذا الخيال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ged حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخيال جزء من الحياة، ومعظم الأطفال يعيشون في خيال، ويظهر هذا في ألعابهم وفي علاقاتهم بعضهم البعض، والخيال – كما ذكرت – جزء من الحياة، وقد يكون مفيدا جدا للصحة النفسية، فقليل من الخيال مفيد في تقدم الإنسان في حياته، وكثير من الاختراعات التي تمت في الحياة كان مبعثها الخيال، ولكن العيش في الخيال لفترة طويلة حتى بعد انتهاء من فترة الطفولة والبلوغ، فهذا يكون شيئا مرضيا - أخي الكريم – وطبعا عامل السن – وأنت تبلغ الـ 18 سنة – هذه هي الفترة التي يبدأ الخيال يقل فيها، ويبدأ الإنسان يتعامل مع الواقع، وهذا ما حصل معك – أخي الكريم –.

ما حصل معك شيء طبيعي، نعم أنك استمرأت الخيال وكنت تعيش فيه للحظات كثيرة، ولا أدري هل هذا دليل على واقع صعب تعيشه أم لا؟! على أي حال: استمرأت الخيال وصرت تعيش فيه، والآن حانت ساعة معايشة الواقع والتعامل معه، وهذا ما حصل معك، وهذا شيء طبيعي.

عليك – أخي الكريم – التعايش مع الواقع، عليك نسيان الخيال بدرجة كبيرة، ولا يمكنك أن تعيش في خيال بقية عمرك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات