السؤال
السلام عليكم.
أعاني من القلق والتوتر منذ ثلاث أو أربع سنوات، أصبح طريحة الفراش قلقا وخوفا لمدة شهر كلما تغير شيء في حياتي، وأفقد الشهية، وأشعر بالقولون العصبي، ولا أستطيع الحياة بدون التفكير فيما ينغص علي حياتي، علما أن هذا الطبع وراثي.
أمي تعاني نفس المشكلة، وتفسد علينا حياتنا بأفكارها وقلقها وتوترها، وأنا دائما سلبية التفكير، وقد نحفت بسبب هذه المشكلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شذا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هناك ما يعرف بالشخصية القلقة أو المتوترة، وهؤلاء الناس من الأشخاص الذين تكون لهم هذا النمط من الشخصية هم على قلق دائم، ومتوترون ومشدودون، يحسبون لكل شيء حسابه، يحملون هما لأي شيء، صغيرا كان أو كبيرا، لا يستطيعون الاسترخاء بسهولة، يحسبون لكل أمر حسابه قبل اتخاذ القرار أو قبل التنفيذ، وعندما تتغير حياتهم أو تداهم شيئا من أحداث الحياة العادية فإن القلق عندهم يزداد بدرجة كبيرة، ويكاد يحدث الانهيار، مثلا: يتأثر الإنسان بالقلق بالسفر، بالانتقال من منزل إلى منزل، بالانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى، بالانتقال من عمل إلى عمل، وهكذا، أحداث الحياة كلها تؤثر عليهم، وتجعلهم أكثر قلقا، وطبعا هذا الجانب فيه جانب وراثي، وكما ذكرت أنت بنفسك أن أمك كانت على هذه الشاكلة – أختي الكريمة -.
العلاج يكون هنا في المقام الأول بالعلاج النفسي، بقدر الاستطاعة يتعلم الإنسان مهارات لكي يسترخي، لكي لا يعر اهتماما للأشياء البسيطة، يركز فقط في الأشياء كبيرة، يحدد أشياء معينة في حياته حتى يكون مشدودا طول الوقت، وكل هذا لن يتأتى إلا ببرنامج نفسي يركز في المقام الأول على كيفية الاسترخاء المستمر.
قد تلعب الأدوية هنا دورا ثانويا، حتى يأخذ العلاج النفسي مفعوله، ولكن العلاج الأساسي – أختي الكريمة – هو علاج نفسي، وفي بعض الأحيان العلاج النفسي يفيد الشخص في أنه يتقبل نفسه بعلاتها، إذا لا يستطيع التغيير فعلى الأقل يمكنه قبول بعض الصفات التي في شخصيته.
وليست كل هذه الصفات ذميمة أو سيئة، فأحيانا هذه الصفات قد تكون حميدة للتحضير لمشاكل الحياة المستمرة، وهؤلاء الناس دائما ينجزون أعمالهم، إذا أوكلت إليهم أي شيء فهم بقلقهم وجديتهم ينجزونه ولا يتركون صغيرة ولا كبيرة، ولكن على حساب راحتهم النفسية وعلى حساب استرخائهم.
وفقك الله وسدد خطاك.