لدي مشكلة في التواصل مع الآخرين، ما الحل؟

0 108

السؤال

السلام عليكم.

أنا مراهق، عمري 15 سنة، لدي مشاكل في التواصل مع الآخرين، وصرت لا أتحدث إلا مع الاشخاص الذين يعجبني طريقة تفكيرهم، أما الباقون فصرت لا أبالي بهم، وللأسف لا ألتقي بالأناس الذين أتناسب معهم كثيرا مما جعلني أميل إلى الانطوائية والعزلة، وصل بي هذا الامر حتى مع عائلتي، بحيث يوجد فجوة كبيرة بيني وبينهم، إضافة إلى هذا أصبحت أفكر كثيرا أحيانا في أمور أكبر مني، وأحيانا في أمور تافهة، فما الحل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونؤكد لك أن شعورك بالإشكال هو بداية الحل الصحيح بحول وقوة ربنا الكبير المتعال، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يعين حسن التواصل مع من حولك، وأن يحقق لك في طاعته الآمال.

لا يخفى على أمثالك أن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر، ولا شك أن الاعتدال مطلوب، فالخلطة مفيدة جداعندما تكون بمقدارها الصحيح وبالطريقة الصحيحة التي تتحقق بها الفائدة لكل الأطراف، والخلطة الزائدة عدها الإمام ابن القيم من مفسدات القلب.

من الطبيعي أن يميل الإنسان إلى النمط المشابه، والتلاقي بالأرواح وهي في الحقيقة جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، والعاقل يخالط الجميع ولكن بمقادير وكيفيات يحددها هو، علما بأن في الناس من مخالطته داء، ومنهم من مخالطته دواء، وفيهم من خلطته كالغذاء وقد يوجد فيهم من خلطته كالهواء، فاسأل ربك أن يحببك للناس وأن يحبب إليك الصالحين منهم.

أما بالنسبة للعائلة خاصة الوالدين والأشقاء فإن لهم حقوق زائدة فلا تبتعد عن أفراد أسرتك، وتجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، ومن لا يشغل نفسه بالخير شغله الشيطان بالشر.

ولا شك أن وجودك مع الأهل أو مع الصالحين ومحاورتهم وإشراكهم في همومك مما يجلب السعادة، والإنسان مدني بطبعه لا يمكن أن يعيش بمعزل عن الناس، ولا يستغني عن الناس وهم كذلك، وقد أحسن من قال:

الناس للناس من بدو وحاضرة .. بعضهم لبعض وإن لم يشعروا خدم

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واحرص على حضور الجمع والجماعات، واذهب إلى أماكن الخيرات، وعاون من يحتاج إلى المساعدات ليكون في حاجتك رب الأرض والسموات.

نسأل الله أن يوفقك ويسعدك، وأن ينفع بك بلاده والعباد، ونكرر لك الشكر على تواصلك، ونتمنى أن نراك غدا من القيادات، ونسأل الله أن يرفعنا جميعا عنده درجات.

مواد ذات صلة

الاستشارات